قصة جـارتي (الجزء الثاني)
وجدت إبتسام تهتز وتحاول أن تتمالك نفسها. ركضت نحو ابنتي وأخذتها منها، ثم سألتها ماذا حدث لها. أجابت إبتسام قائلة: “لا أعرف، فجأة وجدتها تصرخ بهذه الطريقة ولم أفهم سبب ذلك. بحثت في حنين بحثًا دقيقًا ولم أجد أي شيء. ثم قلت لها: ‘ما الذي بك يا نونة؟ حبيبتي الصغيرة’، لكنها نظرت إلى إبتسام وبدأت بالبكاء. بالطبع، لا تستطيع التحدث.”
سأخبر إبتسام ما حدث. لم أقصد أي شيء، ولكن نظرات حنين إليها كانت غريبة للغاية. قررت أنني سأعتذر لها عندما يأتي أحمد، فهي صديقتي أيضًا، وبعد أن احتوت حنين قليلاً ونامت، بدأت في إعداد العشاء مرة أخرى…
عندما جئنا في الليل، بعد أن أكل أحمد ولعب قليلاً مع حنين ونامت في ذراعيه، سألني أحمد: “إبتسام فين؟ ما رأيتها اليوم”. قلت له بصوت هادئ: “اهدأ يا أحمد، إبتسام زعلانة جدًا مني”، وبدأت أشرح له ما حدث.
فوجئت عندما زعق في وجهي لأول مرة، صدمت بتصرفه. قال لي: “ماذا؟ أنتِ مشغولة بالأطفال، وحنين صغيرة، كيف ستفهم ما يحدث حولها وكيف ستشكو من صديقتك منذ زمن؟!” ثم قام وقال لي وهو يتجه نحو الباب: “أحمد، أين أنت ذاهب؟” قال لي: “سأذهب إليها”.
قلت له: “الساعة العاشرة ليلاً، لا يمكنك الذهاب إليها الآن، ولو كانت نائمة!” رد علي بقوله: “لا، إنها لم تنم حتى الآن”. قمت ووقفت أمامه ووضعت يدي في وسطي وقلت له بثقة: “نعم؟”
كيف تعرفت على مواعيد نومها، يا أحمد؟” أجاب أحمد بهدوء: “كانت هنا متأخرة جدًا ساعة، ولم تكن حنين نائمة بعد. وأخذت يدي وضربت بها على جبيني وقلت له: “آه، تذكرت، لم أخبرك بعد. انتظر، سأأتي معك”. لكنني وجدت حنين قد استفاقت وأختفى بعد فترة.
شـاهد الجزء الثالث من هنا