قصة جـارتي (الجزء الرابع)
ثم تجاوبت إبتسام بابتسامة خفيفة وقالت لي: “ليلى، لم يكن لدي الأمل، لا تأخذي الأمور على محمل الجد”. دخلت البيت وقلت لها: “اعتبريها مثل ابنتك أيضًا، حنين تشبهك جدًا”. ضحكت وقالت لي: “عندك حق، أين هي؟” أجبتها بأنها في الحمام لأنني ساعدتها في الاستحمام. لقد نظرت إليها حنين بطريقة غريبة، لكني قلت لنفسي إنها أمر طبيعي. ركضت إبتسام لحنين وعانقتها، ثم قالت لي: “اذهبي اعملي شيئًا لها، أعطها شيئًا للشرب يا ليلى، ستظل واقفة هكذا لفترة طويلة”. رديت لها بابتسامة قائلة: “بالطبع عزيزتي، فورًا”. غادرت الغرفة وذهبت إلى المطبخ لتحضير عصير الفراولة، لأنني علمت أنها تحبه كثيرًا. ولكنني فوجئت بصراخ حنين العالي، أخذت العصير وركضت إلى الصالون.
وضعته على الطاولة وأخذت الطفلة من حضنها وهي تصرخ، قلبي يؤلمني كثيرًا وأنا لا أعرف سببها، عندما جلست إلى إبتسام، قلت لها: “لا أفهم لماذا تكون هي جيدة في البداية ثم تبدأ بالبكاء فجأة؟” لم تتكلم إبتسام لفترة قصيرة، ثم قالت لي: “ربما تعاني من آلام في المعدة أو شيء من هذا القبيل، صدقتها وجلسنا نشرب العصير، وفي منتصف الحديث قالت لي: “أليس لديك نية للزواج، سوسو؟ ماذا عن عادل زميلنا؟
فجأة، حدث تغيير في حالة إبتسام وصاحت بصوت عالٍ وبرقت عيناها. انزعجت وسألتها: “ماذا بك؟ لماذا تتصرفين هكذا يا بنتي؟” أرتبكت وقلت لها: “ما الخطأ؟ هدأتي!” ردت علي بعفوية قائلة: “آسفة يا ليلى، ولكن عادل، الله يرحمه، أصابتني صدمة. سألتها: “متى حدث ذلك؟” أجابت قائلة: “في السنة التي بعدت فيها عنه بعض الشيء.” لم أكن مستعدة لفتح هذا الموضوع معها مرة أخرى لكي لا نتشاجر. فجأة، سمعت صوت الباب يفتح من الخارج بواسطة المفتاح…
وجدت أحمد يدخل إلينا ووجهه يشبه وجه الموتى، كأنه تعرض لصدمة أو حدث له شيء. ركضت نحوه وسألته: “ما الذي يحدث يا حبيبي؟ لماذا تبدو وجهك مختلفًا؟” نظر أحمد إلى إبتسام بنظرة غريبة ووضع يده على شعري وابتسم بابتسامة خفيفة قائلاً: “لا شيء يا حبيبتي، فقط تعب بسيط، لا تقلقي.” إبتسام نظرت إليه من بعيد وضحكت مبتسمة وقالت له: “كيف حالك يا أحمد؟ ما الذي يجري؟” وصلنا إلى إبتسام وأحمد رد عليها بالسلام دون أن ينظر إليها.
استغربت من ردة فعله لأنه في اليوم السابق كان يتشاجر معي بسببها، والآن يظهر أنه لا يحبها. دخل إلى الغرفة وقال لي: “تعالي وراءي”. قلت لإبتسام: “احذري من حنين عندما أتواجد هنا”. صاحت حنين فور وصولي، فرجعت مرة أخرى وأخذتها منها. وجه إبتسام تغير كثيرًا وشعرت بأنه يظهر بلون أسود، وبعد لحظات عاد كما كان، فقلت في نفسي: “بالتأكيد هذا تمثيل”.
قامت وقالت لي: “حسنًا، سأذهب الآن وسأعود لك في وقت آخر”. لمسَّكت كتفها وقلت لها: “حسنًا يا حبيبتي، اذهبي واسترخي، بدايةً تبدوين متعبة جدًا”. دخلت وتركتها في الصالون على افتراض أنها ستغادر، ثم دخلت إلى أحمد لأعرف ما الذي يحدث معه وأين كان.
دخلت لتجد أحمد قد غير ملابسه وهو يجلس على السرير ويراقب يده ووجهه يتصبب عرقًا. ركضت نحوه وقلت له: “ما الذي يحدث يا بني؟ أنت لست طبيعيًا اليوم”. نظر أحمد إليّ وشد يدي وقال: “تعالي، أريد أن أسألك شيئًا”. قلت له: “ما الأمر؟” أجاب قائلاً: “هل إبتسام صديقتك وعائلتها توفوا معًا؟” ردت عليه قائلة: “نعم، في السنة التي اختفت فيها بعد تخرجنا من الجامعة مباشرة، ولم أعرف عنها أي شيء بعدها”. سألني قائلاً: “كيف توفوا؟” قلت له: “ما هذه الأسئلة ال
شـاهد الجزء الخامس من هنا