قصة جـارتي (الجزء السابع)
بصوت متردد وعنيف، صاح بأعلى صوته قائلاً: “أين ابنتك؟! لماذا تصاحبينها؟ قتلت والديها وخطيبها، وأنتِ تحاولين أذيتنا، لماذا لا تفهمين؟!” استوقفتني هذه الكلمات كصاعقة، وقلت بتردد: “لا، لا تمزح، بالتأكيد تمزح”. أجاب وهو يبكي: “أنا لقد سمعت الخبر وكأنه صاعقة، قلت لها لا، بنتي قُتلت، أنتِ المسؤولة”. فتحت الباب وألقيت الهاتف من يدي وركضت نحو الصالون.
وجدت إبتسام تحمل إبرة وتهدد ابنتي بكل شر، أمسكت بالفتاة وجرَّتها بعيدًا عنها وقلت لها بغضب: “لقد جننتِ، ما الذي تفعلين يا حيوانة؟!” فتشت في رأس حنين ووجدتها مغمضة وكأنها في حالة غيبوبة، كانت تعاني من إيذاء شديد. ضربتها على كتفها عدة مرات وأنا في حالة هستيرية وقلت لها:
“وأنا إلي ما منالك دا كله، وأحمد يصرخ على التلفون ويقول لي ابتعدي عنها، هتؤذيكي، جئت وشددت ذراعها وقامت ترمي حنين على الأرض بأعلى قوتها وقامت تخنقني، وعينيها أصبحت بيضاء تمامًا وصوتها تغير وقالت لي: ‘أنتِ لازم تموتي، زي ما هم ماتوا كلهم’. وشيء أحمر غطى عينيها ونزلت دموع كثيرة وأثناء خنقها قالت لي: ‘هما مين؟'”
ردت بنفس النبرة وقلت لها: “أبوها وأمها، لأنهم حاولوا يخرجوني، وخطيبها عادل لأنه حاول يأخذها مني. كل جزء في برده من القالت لي. الدور عليكِ أنتِ وبنتكِ وجوزكِ، مسألتيش نفسك أنا بشرب العصير ده بالذات ليه؟”
همست قائلة: “سأخبركِ، لأني أحب لون الأحمر، أعشقه، وكنت أستمتع عندما أراه في دماغ ابنتكِ، وأنتِ تصدقيني”. حنين كانت مرمية على الأرض وأنا أهزها بشدة، وأنا بهذا الارتباك قلت لها: “إذن أنا كدا كدا هماوت، ولكن المهم بنتي يا رب”.
وجدتها تضغط على رقبتي بشدة، شعرت بأنني سأختنق، كلما زاد ضغطها على رقبتي، تتلاشى الألوان من عينيها، وفجأة ودون سابق إنذار، وجدت أحمد يفتح الباب ومعه قوة من الضباط، ركض نحوي وحاول أن يفك قبضتها عني.
لا أعرف كيف، ولكنها ضربته في صدره وسقط على الأرض، أصبحت في دوامة وفقدت وعيي ولم أشعر بشيء، وقنعت بأنني قد مت، لم أفهم حتى وأنا في المستشفى، وكان أحمد يمسك بيدي ووالدتي ووالدي وحماتي بجانبي. حاولت أن أتذكر ما حدث وقلت لابنتي أحمد: “أين ابنتكِ؟” وقال لي: “ابنتكِ بخير، اطمئني عليها”. وانتهج مسارًا عليها. وجدتها في سرير مجاور وقلت له: “أنا لا أفهم شيئًا، لماذا ابتسام تصرفت هكذا؟”
أجاب أحمد قائلاً: “لقد أخذت جزائها وتوفيت،” شهقت وقلت: “توفيت! كيف؟” أجابني قائلاً: “لقد خنقت جوز عساكر وكانت تريد قتلك، وقد أنقذناكِ منها بسلام، واستمرت في تكسير كل شيء في الشقة وأخذت سكينًا وحاولت طعنها، ولكن الأسف أصابت نفسها، وأنا كنت أدافع عن نفسي، فتوفيت.” تساقطت دموعي بغزارة، لم أستوعب كل ما حدث وقلت له: “لقد مضت ثلاثة أيام؟” نظر لي وقال: “نعم، ثلاثة أيام!” استوقفتني هذه المعلومة وقلت بدهشة: “كل هذا!”
شـاهد الجزء الأخير من هنا