قصة جـارتي (الجزء الأخير)

ابتسمت لي وقالت: “ماذا تريد مني؟ هل تحاولين إيهامي بأننا قد تحولنا عليك؟” ردت حماتي قائلة: “حسنًا، ربما رب العالمين أبعد عنكِ يا بنيتي وأنقذنا من سحرها، لم تصدقيني عندما قلت لكِ، وأما أمي قالت: ‘حسنًا، الموضوع انتهى على خير بدون خسائر’، فسألت أحمد: ‘كيف علمت بهذا كله ولم تخبرني؟'”

أجابني قائلاً: “استمعي يا ستي، عندما ذهبت لإصلاح علاقتنا، طرقت باب الشقة بشدة عدة مرات ولم يفتح لي أحد، وسمعت أصوات تركيب شيء ما. فضولي دفعني لألقي نظرة من العينة، وهناك واجهت عينًا تبرق بشكل مخيف جدًا، دمي جمد في عروقي ولم أستطع الدخول. خرجت قليلًا وعدت لاحقًا بعد أن اطمأنت قليلاً، جئت ولكن لم يكن لدي رغبة في أن أسأل عن إبتسام. فوجدتكِ تعاني من كوابيس متواصلة تحكي فيها عن امرأة تجذبكِ وترعبكِ.”

أكملت قائلة: “كانت صورتها مرعبة جدًا وفي كل مرة حاولت الهروب منها، فقررت الذهاب للاستفسار في المكان الذي كانت تعيش فيه إبتسام. ولكنني لم أجد سوى رجل عجوز أردت أن أسأله عنها. فور سماعه اسمها، بدأ يستغفر ويقول: ‘يا حفيظ، اجعل كلامنا خفيفًا عليهم’. فاستغربت من كلامه وسألته عن القصة.”

قال لي: “إن إبتسام تسكنها جنٌ منذ ثلاث سنوات منذ انتهاء كليتها، وهذا الجن لا يظهر في الجسم. ويؤذي أي شخص يحاول الاقتراب منها، حتى والديها تعبوا كثيرًا معها. وذهبوا للشيوخ ولكن دون جدوى. حتى دخلنا الشقة ووجدناهم مصابين بالجراح وهي واقفة بمظهر يرعب وتحمل سكينًا، وبعد وفاتها، أصابت جميع المساجين وتحولت المكان إلى مستشفى للأمراض النفسية، وهربت بطريقة غامضة ولا نعلم أين ذهبت!”

أخبروني أيضًا أن الناس الذين كانوا يعالجونها قالوا إنها تحب اللون الأحمر وأنها تقتل أي شخص يحاول الاقتراب منها، حتى إذا كانوا أقرب الناس إليها. سمعت هذه الأخبار ولم أعرف ما حصل. قمت بالتوجه إلى المستشفى حيث كانت محتجزة بالفعل، وأكدوا لي صحة تلك الأقوال. قلقت جدًا على سلامتكم، فذهبت إلى أمي لأطمئن عليكم، ولكن لم تكن هناك فائدة منكِ، ثم قمت بمعانقة حنين واعتذرت لها وبكيت وقلت: ‘يا حبيبتي يا بنتي، يا حبيبتي يا بنتي’.”

…………………………

يا لهوي! استيقظي الآن، انتهت إجازتي ويجب أن تنهضي من النوم. انتابتني حالة من الذعر وأنا أقول: “يا حبيبتي، يا بنتي”. ابتسم أحمد بكل ما فيه وقال: “ابنتي حنين تعبت منكِ منذ ساعة وأنا أنتظركِ تستيقظين وأنتِ تقولين ‘يا حبيبتي، يا بنتي’. ما الذي يحدث؟”

أصبحنا الآن الساعة 12 ظهرًا، وأنتِ لا تزالين نائمة منذ المساء السابق وحنين بدأت تفتح عينيها. استوليت على هاتفكِ وسألته: “من هذا؟” رد عليّ قائلاً: “هناك شخص اسمه ابتسام، هل تعرفينها؟” قلت له: “لا، أنا لم ألتقِ بها إلا يوم أمس في النادي، وأعطتني رقمها بدون أن أطلبه وترغب في مصاحبتي”. فقال أحمد لي: “حسنًا، اردِ عليها”. أغلقت الهاتف وقلت له: “لا”. فسألني: “لماذا؟” فأجبت: “هكذا، يا أحمد، الأمور صارت معقدة جدًا، والبطلة في القصة هي ابتسام… ويظهر ان كل دا كان حلم”.

تمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى