قصة ليلة الدخـلة (الجزء الثاني)
عندما عدت إلى المنزل في المغرب، قمنا بتناول الطعام ومشاهدة التلفزيون، وكانت نور تطلع بين الحين والآخر على هاتفها. عند العاشرة مساءً، تمددت على الأريكة وقلت لها إنني تعبان وأرغب في النوم. بقيت بجواري لبعض الوقت حتى تأكدت أنني أغفو.
ثم، اقتربت هادئًا من غرفتها وسألتها: “ما الذي يحدث؟ لماذا تسلكين هكذا؟” صُدمت وقالت: “أنا لا أريد أن أزعجك، فقط”. أجبتها قائلاً: “حسنًا”.
جلست صاحيًا لمدة ساعة تنتظر صوتها في الهاتف. قمت بشرب الماء من المطبخ ثم عدت إلى غرفتها. أقفلت الباب من الداخل وبعد دقائق سمعتها تقول: “اصبري، لم أنم بعد”. كنت أعتقد أنها نامت.
اتصلت بحماتي وعندما رن الجرس، أغلقت المكالمة. لم أتحرك من مكاني، كان كل شيء واضحًا تقريبًا، نور تتحدث مع شخص آخر غيري. بدأت أسمع صوتها وضحكة خفيفة.
ذهبت إلى الباب وقلت بغضب: “لماذا تسلكين هكذا؟” فتحت الباب بقوة ووجدتها نائمة على السرير وتتحدث في الهاتف. هذه المرة لم تكن خائفة أو توقفت عن الحديث في الهاتف أو حتى سألت لماذا فتحت الباب بالقوة.
كان لديها نظرة باردة على وجهها وابتسامة ساخرة ولم تسألني عن أي شيء. سألتها: “مع من تتحدثي يا نور؟” فردت بسخرية: “أتشك فيَّ يا أدهم؟” قلت بغضب: “مع من تتحدثي؟” فقالت: “أتكلم مع مدحت، أخي، هل ترغب في التحدث إليه؟”
أخذت الهاتف منها بغضب واعتذرت لمدحت، ثم خرجت إلى الصالة وكانت عقلي تتسابق وترتديني…
شـاهد الجزء الثالث من هنا