قصة ليلة الدخـلة (الجزء التاسع)

دخلت الحمام ووضعت هاتفها بجواري لأول مرة منذ بداية زواجنا. لم تلاحظه المساعدة المنزلية، فتركته مكشوفًا. في تلك اللحظة، رن هاتفها. سألتني من الحمام عن هوية المتصل، فأجبتها بصوت مرتفع: “إنها هند، صديقتك”. ردت نور قائلة: “اجيبها يا أدهم، ربما يكون هناك شيء مهم. تبدأ نور في ممارسة الضغط النفسي عليَّ، ترغب في أن أنفجر. قمت بتهدئة نفسي ورديت على المكالمة قائلاً: “هند، كيف حالك يا أدهم؟”، ردت هند: “أنا بخير، الحمد لله”.

ثم تحدثت عن جمال حفل الزفاف وحظي الحسن بنور. رديت بتوتر: “نعم، أنا محظوظ حقًا، نور هي قطعة من الجنة”. هند لم تظهر أي استياء بسبب محادثتي السابقة مع نور، فسألتني: “أنا هل أصبحتُ صديقتك؟” أخذت الهاتف وخرجت إلى الشرفة وقلت: “بالطبع، هند، يجب أن تزورينا في شقتنا، أنا سأدعوك لتناول الغداء”. هند ردت بابتسامة: “أنت لطيف جدًا، يا أدهم. ما الذي يحدث في العالم؟” قلت لها بشكل مستفز: “إذا كنت أعرف شيئًا واحدًا عن هند، فهي لا ترفض العلاقات المجانية”. هكذا، النساء لا يتغيرون أبدًا في طبيعتهن. هند ضحكت وقالت: “يبدو أنك تقلبني، يا أدهم، وتتحدث معي من هاتف زوجتك؟” رددت قائلاً: “أعني صوتك أجمل من آخر مرة سمعته فيها”. هند قالت بسخرية: “حسنًا، إذاً، لا تقلق، لست نومًا”.

خرجت نور من الحمام وصاحت لي عندما سمعت صوتي من الشرفة. قلت لها: “أنا هنا”. سألتني هل أتحدث مع هند؟ فأجبتها قائلاً: “نعم، قلت أن أدردش معها لبعض الوقت حتى تخرجي من الحمام”. هند سألتني إذا كانت لديها أي استفسارات، فأجبت بأنها ليست لديها. ثم سألت نور إن كانت تستعد للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، وقلت لها: “نعم، بالطبع”. هند انتهت المكالمة ورجعت إلي، نظرت نور إلي بتوتر، وقالت: “أدهم، كل هذا الحديث مع هند، ألا تحتمل ذكر اسمها؟” رديت لها بصوت هادئ: “لا، أنتما صديقتان لي، يجب أن أحترمكما وأهتم بكما”. سحبت البطانية فوق جسدي وقلت لها: “على فكرة يا نور، أنا دعوت هند لتناول الغداء”. اندهشت نور وقالت: “بدون أن تخبرني؟” رديت بثبات: “نعم، هذا صحيح”. نظرت نور إلي بنظرة غاضبة وقالت: “حسنًا يا أدهم، حسنًا”. ظلت نور واقفة قربي، متجاهلة تمامًا حركتي، وكأنها تفكر في شيء معين دون أن تتجاوز قدمي. هنتفت إلى ما كنا نتحدث عنه. باردة، قلت لها: “مجرد كلام عادي”. نور، حبيبتي، أنتِ قلتِ رد على المكالمة، ليس ذنبي، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن أتغير من أجلك، أحب من تحبين وأكره من تكرهين…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى