قصة أسرار حـماتي (الجزء الثالث)
لكن المشهد المرعب الذي رأيته في غرفتها لم يكن نتيجة للكتب الغريبة أو الشموع أو النقوش التي ظهرت فجأة على الجدران. المشهد المرعب في القصة هو أن الحقيبة التي كانت تحملها لم تحتوي على ملابس، بل كان بها 11 جمجمة تنتمي لـ 11 شخصاً متوفياً. على كل جمجمة مكتوب اسم صاحبها، مثل “دسوقي، زينات، رجب، دلال، عتمان، زينب، عبد البر، فوزية، جاد، فايق، وخديجة”. آمل أن يكون فهمي خاطئًا وأنها مجرد صدفة. أنا أعرف ثلاثة أشخاص من أصحاب تلك الجماجم: رجب، خالي، وعتمان، زوج خالتي، وخديجة، والدتي. هل يمكن أن يكون هذا مجرد تشابه في الأسماء؟ هل هذا مجرد صدفة أن أرى والدتي هنا في المنزل بعد وفاتها منذ 13 عامًا؟ وصدفة أن أجد جماجم بأسماء والدتي وخالي وزوج خالتي؟ بعد رؤية هذا المشهد، زاد خوفي وقلقي من تلك السيدة وما تفعله. وضعت كل شيء في مكانه وخرجت وأغلقت الغرفة. كان هناك أمر مهم يجب علي أن أفعله للتحقق مما يدور في ذهني. مررت بشقة السيدة رشا لأخذ زوجتي ووالدة زوجتي من هناك قبل أن أنزل. دقت الجرس وخرجت السيدة رشا. قلت لها: “أرسلي الجميع الآن وقولي لهم أنه يمكنهم العودة إلى الشقة. قلت لزوجتي إنني ذاهب في مهمة ولن أتأخر”. دخلت الشقة وهما زوجتي ووالدة زوجتي، وأنا نزلت السلم، ولكنني وجدت السيدة رشا تناديني وأنا أنزل السلم، قائلة: “السيد محمد، يا سيد محمد”.
نعم، مدام رشا، أطلبي.
- أود أن أخبرك بشيء.
- حسنًا.
- هل السيدة الكبيرة التي كانت هنا هي حماتك فعلًا؟
- نعم.
- استمع، أنا أدرك أن ما سأقوله غريب، وقد لا يصدق، لكنك تعلمين أن الشيخ مصطفى، زوجي، يعمل كمعالج بالقرآن، ولقد أنقذ الكثير من الناس من السحر والمس وعلاج الحالات دون أي مقابل إلا لوجه الله.
- أعلم يا مدام رشا، أعلم. وما علاقة حماتي بكل هذا؟
- حماتك، يا استاذ محمد، لديها سر غريب، والله أعلم ما هو، ولكن الشيخ مصطفى يقول إن تلك المرأة متوفاة وأن الشخص الذي كان برفقتنا ليس هو، بل هو شيطان يتظاهر بصورتها. بعد سماعي هاتين الجملتين من مدام رشا، شعرت بعدم الاستقرار، وبدأت أستعيد تصرفات حماتي الغريبة التي لم أفهمها خلال الأيام الماضية. كانت تقيم في الغرفة بدون تناول الطعام أو الشراب، وكانت زوجتي تقول إنها بالتأكيد جلبت طعامها معها، ولكنني عندما دخلت الغرفة وفحصت أغراضها، لم أجد أي طعام. لا يمكن لأي إنسان على وجه الأرض أن يعيش لفترة طويلة دون تناول الطعام. ولكني لم أشهد أي موتى يتكلمون من قبل. بدأت أتذكر ظروف تعرفي على زوجتي. لم أكن أعرفها جيدًا، بل لم أكن أعرفها على الإطلاق. ما حدث هو أنني كنت أقود سيارتي في يوم ما متأخرًا في طريقي إلى العمل وكنت مستعجلًا قليلاً. اصطدمت بسيدة وأخذتها وأوصلتها إلى المستشفى. كسرت ذراعها ولكنها لم تصاب بأي أذى آخر. بعدها زرتها عدة مرات للتأكد من حالتها، وخلال هذه الزيارات تعرفت على والدتها التي كانت امرأة غامضة حقًا. كانت كلماتها قليلة جدًا، ونظرتها كانت غريبة، كانت تحمل فيها قوة غير مفهومة. لم أشعر بالراحة تجاهها منذ رؤيتها لأول مرة، ولكنني أحببت ابنتها وخطبنا لمدة ستة أشهر، ثم تزوجنا. لم أكن أعرف أي شخص من أسرة زوجتي بخلاف والدتها