جلستنا جميعًا على الكراسي في شكل دائرة، وبدأ كريلس بقراءة تعاويذ وطلاسم غريبة من كتاب قديم كان بحوزته. استمر في القراءة لمدة نصف ساعة تقريبًا حتى أصبح الجو مشحونًا وسادت حالة من الرهبة والتوتر. ثم امتلأت الشقة بالدخان، دخان كثيف جدًا حتى أصبحت الرؤية غير واضحة في الشقة. ببطء، بدأ الدخان يتلاشى وظهر وراءه رجل كبير، كان لديه لحية بيضاء طويلة وكان يرتدي جلبابًا وعمة وعباءة بيضاء، ولكن الملابس بدت قديمة جدًا كأنه خرج من آلة زمنية وقدم من عصور بعيدة. وبدأ يتحدث بصوت عالٍ قائلاً: “السلام على من اتبع الهدى. أنا أبو المنصور الفاتح.” حضر أبو المنصور، وكان يشبه المارد بحجمه وقوته وحضوره المخيف. وبدأت الحرب بينه وبين الأرواح الشريرة، فأصبح البيت مليئًا بأصوات تصرخ بكلام غريب غير مفهوم. كان هناك أصوات رجال ونساء ينتمون إلى معسكرين مختلفين، معسكر الخير ومعسكر الشر، حيث كانوا يتقاتلون باستخدام أسرار الحروف والكلمات. كانت المعركة شرسة للغاية، حتى بدأت أشعر بضعف نبرة صوت أبو المنصور وتقطعها، في المقابل، زادت أصوات الأرواح الأخرى وأصبحت قوتهم أكبر ووقفتهم أقوى. وفجأة، اشتعلت النيران أمامي وتلاها دخان كثيف جدًا ابتلع أبو المنصور، فأصبحت الرؤية أمامي غير واضحة. كان هذا إعلانًا لانتصار لوسيفر وفريقه، وبمعنى آخر، إعلان نهاية حياتي. قالوا: “لقد خسرتم الحرب، والآن يمكن لكل واحد منكم أن يختار مصيره، فإذا اتبعنا طريقتنا لاستيلائنا على أرواحكم، سوف نعذبكم بعذاب لا تحتملونه.” فردّ عليهم قائلاً: “أنا فقط سأموت، كريلس ليس له علاقة بهذا الأمر.”

شـاهد الجزء الأخير من هنا