سـم الـقاسي (الجزء الثالث)

البودي جارد يظهر بسرعة من وراء عاصي، يتميز بعضلاته الكبيرة ويرتدي تيشيرت نصف أكمام في فصل الشتاء، لأن عاصي يمنعهم من ارتداء ملابس ثقيلة في الشتاء، وفي الصيف يجب عليهم ارتداء ملابس ثقيلة جدًا في ظروف الحر الشديد، فمن يكون مع عاصي يجب أن يتحمل أصعب الظروف، إما أن يتقبل العمل معه أو لا يستوفي متطلبات عاصي.

عبد الرحيم: أنا تحت أمرك يا عاصي، سأخذ هذه الفتاة، وأنت تعلم حيث ستأخذها.

عبد الرحيم: (يقوم بإمالة رأسه وهو يغمض عينيه) بالطبع، يا عاصي، أنا عارف حيث سأذهب بها.

الجد: اتقِ الله فيها وفينا، يا بني، كفى ذلًا وعذابًا وحرمانًا لها حتى الآن.

عاصي ينظر وراءه لعبد الرحيم، وعبد الرحيم يفهم من تلك النظرة.

(ثم يسحب مسدسًا ويوجهه لأبو عاصي)

الأب وهو جالس على كرسي متحرك.

الجد: أتهدي السلاح لأبيك يا عاصي؟

عاصي: (يرفع السلاح ويجلس على ارتفاع والده، بنظرة شريرة وهو يحدق في عينيه)

عاصي: وارفعه لأي شخص يعارض كلمتي.. هل ترى الشخص الذي ورائي؟ هذا ليس إنسانًا مثلنا، بل هو آلة تنفذ أوامري فقط.

عاصي يقوم ويقف.

عاصي: عبد الرحيم، أشعل كتفك بالنار.

البودي جارد عبد الرحيم، دون تفكير، وضع مسدسه الذي كان يستهدف أبو عاصي على كتفه وأشعل جسده بالنار، بدون أي حركة في كتفه، وبدأ ينزف، في نفس الوقت كان يمسك الفتاة بشعرها.

(عاصي يضحك بشكل مرعب يظهر جنب شفتيه)

عاصي: هل ترى الشخص الذي وراءي؟ إذا قلت له أن يحرق نفسه، سيفعل ذلك على الفور بدون تفكير، لأنه لا يمكنه العصيان لأوامري مرة أخرى. وأنتم تعلمون أن أي شخص يتحدى أوامري سيواجه عواقب سيئة جدًا.

عاصي يُغلق أزرار جاكيته الأسود ويبدأ بالمغادرة، بينما يستمر البودي جارد في سحب الفتاة من شعرها ويأخذها معه. يشعر غالب وأبو عاصي بالدهشة وهما يشاهدانه، فقد تزايدت قوة تحكم عاصي وغضبه يزداد يومًا بعد يوم.

غالب: ماذا يجب أن نفعل يا جدي؟ يجب أن نقوم بإيقافه.

الجد: ما الذي يمكننا فعله يا بني؟ هل تريدني أن أبلغ عن ابني؟ أنا لم أفعل شيئًا سوى تركه. إذا قدمت بلاغًا عنه، هل تعتقد أنه سيتركني سالمًا؟ هل رأيت كيف يتصرف البودي جارد الذي يعمل لديه؟ إذا أمرهم بقتلك أو قتلي، فلن يترددوا لحظة. لا يمكننا فعل أي شيء مع عاصي، يا غالب، يا بني.

غالب: (بدموع، يضرب يديه على الحائط) هذا مؤلم وظالم جدًا بالنسبة للفتاة. لم تفعل شيئًا لتستحق ما يحدث لها.

الجد: هذا هو قدرها، يا بني، هذا هو قدرها.

عاصي يركب سيارته، ويأخذ البودي جارد الفتاة ويذهب بها إلى كوخ في حديقة الفيلا ويغلق عليها الباب. تبدأ الفتاة في الصراخ والتوسل.

الفتاة: افتحوا الباب! أريد الخروج من هنا، مساعدة! أريد أن أذهب إلى أمي!

عبد الرحيم يقفل الباب ويتألم، الدم يتساقط من كتفه، لكنه لا يستطيع التحرك إلا بإذن عاصي عند عودته من الشركة.

عاصي، الرجل المحبوب والمحترم أمام الناس وفي الشركة، الجميع يحبه من الأكبر إلى الأصغر، لا يوجد أحد في الشركة يكرهه.

عاصي: صباح الخير، عم رمضان.

عم رمضان (الفراش): صباح السعادة يا عاصي، كيف حالك؟

لديك قهوتك المعتادة مستعدة لك، وكم أنت مبتسم وسعيد كعادتك، لا يفارق ضحكة السعادة وجهك البريء.

عاصي: (بابتسامة مصطنعة) شكرًا لك، يا رجل طيب.

ناديلي، السكرتيرة، عندما تكون خارجًا قم بالتحضير لحسابك غدًا، إن شاء الله ستأخذ عطلة لمدة شهرين بالإضافة إلى راتبك كتقدير مني لاحتفالية ابنتك.

عم رمضان: (بفرح) نعم، ربما الله يكرمك يا بني ويطيل في عمرك، يا قادر، يا كريم.

عم رمضان يغادر وتدخل السكرتيرة.

السكرتيرة: استاذ عاصي، وصلتنا البريد الإلكتروني اليوم ويجب عليك الرد عليه.

عاصي: بالطبع… بالطبع…

(تقوم السكرتيرة بإغلاق الباب)

شـاهد الجزء الرابع من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى