سـم الـقاسي (الجزء الخامس)

عندما دخل الكوخ، أصبح عاصي يتصرف بشكل مجنون، يكسر كل شيء أمامه، ثم بدأ يمزق ملابس الفتاة بشكل عنيف، حتى أصبحت عارية. وبدأ يعتدي عليها بلا رحمة أو شفقة، يقبّلها ويسحب شعرها، ويستخدم أنواعًا مختلفة من العنف. صرخات الفتاة كانت مرعبة، لدرجة أن صوتها بدأ يخفت، ومع ذلك، كان يستمع إليها عاصي ويضع يديه على فمه ليخفف من صوتها، ولكنه لم يستطع مساعدتها. كان يصرخ ويبكي، ولكنه لم يعرف ماذا يفعل. إذا اقترب من الكوخ، فإنها ستموت وسيتركها لوحدها. لم يكن لديه خيار آخر سوى الصراخ والبكاء، ولكنه لم يعرف كيف يساعدها. عندما يقترب من الكوخ، سيتسبب في موتها.

عندما اكتشف عاصي رائحة جسمها، تجمد في مكانه ورفع حاجبيه بدهشة، لأنه لم يشم هذه الرائحة منذ 13 عامًا. ثم شعر بشيء غريب يضغط على دماغه، تزايد صداعه بشكل مروع، وعينيه بدأت تتجه نحو الأعلى واختفى بياض عينه، لكنه لم يختفِ، كانت هذه العيون هي الشيء الوحيد الذي كان موجودًا.

استيقظت الفتاة من فوق السرير وحاولت إخفاء جسمها بالبطانية ودموعها تنهمر. أخذ عاصي ملابسه وبدأ يرتديها على عجل، لكنه لم يزرِر قميصه وخرج من الغرفة. عندما خرج، وكأنه يستنشق نفسه بقوة.

عندما وصل إلى برج كبير، توقفت السيارة أمامه ونزل منها. كان الحارس يحييه لأول مرة، ولكنه لم يضحك كما يفعل عادة. دخل الأسانسير وضغط على الزر، يده ترتعش.

وأخيرًا وصل إلى شقته، فتح الباب بالمفتاح وبدأ يتحدث مع نفسه: “أنتِ… أنتِ عادتي مرة أخرى… أنتِ عادتِي من الموت، أليس كذلك؟” ضرب قلبه بيديه وقال: “أنتِ هنا… أم هنا؟” بعدها أدرك أنه شم رائحة جسمها مرة أخرى، ليس مجرد عطرًا، إنه رائحة بشرية تعرفها جيدًا.

انتقل عاصي بغضب وأمسكها من قميصها بحقد وكان يعض على أسنانه. قال: “لا، لن تخرجي من هنا، أتفهمين؟” ثم ذهب وركب سيارته السوداء جيب وسار بها بأسرع ما يمكن، وكان لا يصدق أنه شم رائحة جسمها مرة أخرى، هذه ليست رائحة عطر، إنها رائحة بشرية، وعلم بأن هذه الرائحة جيدة.

وقفت السيارة أمام برج ضخم، نزل من السيارة وكان الحارس يحييه للمرة الأولى ولكنه لم يبتسم كما يفعل عادة. دخل الأسانسير وضغط على الزر، وكانت يده ترتعش.

وأخيرًا وصل إلى شقته، فتح الباب بالمفتاح وبدأ يتحدث: “أنتِ… أنتِ عدتي مرة أخرى… أنتِ عدتِي من الموت، أليس كذلك؟” ضرب قلبه بيديه وقال: “أنتِ هنا… هنا؟” ثم قام بنزع لاصقة من فم الدكتورة وأخذ يحدثها.

شـاهد الجزء السادس من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى