سـم الـقاسي (الجزء السابع)
عاصي: (بصوت مشدد وقاسٍ) تستحقين ذلك! 😡
عاصي ترك الدكتورة وعدل المانيكان فيروزة وجلس على الكنبة ومشى.
الفتاة كانت داخل الكوخ تبكي، ولم تتوقف عن البكاء حتى بدأت تصاب بضيق التنفس. كانت تبكي في غرفتها، وصوت بكائها يتردد في أرجاء المكان. ضميرها كان يؤنبها بشدة، وأخيرًا جاءتها الجرأة لتخرج من غرفتها وتختبئ في الحديقة حتى وصلت إلى الكوخ. بدأت تتفحص الكوخ بحثًا عن أي مكان يمكنها الهروب منه، ورأت نافذة تحمل قضبانًا حديدية، وبسبب قصرها وصغر حجمها، حاولت الخروج بين تلك القضبان الحديدية بأي طريقة ممكنة للخروج من الغرفة.
غالب: (في نفسه بخيبة أمل) ليتني لم ألتقِ بها أو رأيتها أنا السبب.. ليتها لم تكن تأتي معي أو تركب سيارتي.
بقلمي، ماهي أحمد.
الفتاة بدأت تنظر إلى الكوخ، حاولت أن تجد أي مخرج يمكنها الهروب منها. نظرت إلى نافذة تحمل قضبانًا حديدية، وحاولت جاهدةً الخروج من خلال تلك القضبان، لكنها وجدت صعوبة في إخراج جسمها بين القضبان الحديدية للخروج من الغرفة.
عاصي ركب سيارته وانطلق لأول مستشفى على الطريق .
دخل عاصي إلى المستشفى وهو يصرخ بصوت عالٍ: “دكتووووووور… أريد دكتورًا بسرعة!” ردت الممرضة بصوت مرتفع: “تهدأ قليلاً، أين أنت هنا؟” قام عاصي بوضع يده على فمها وكان يضغط بقوة على فمها بيديه. ثم قال بغضب: “أريد… دكتور… بسرعة!” توجهت الممرضة خطوة إلى الأمام وسارت وراءها، ثم فتحت الباب على الطبيب الذي كان في غرفة الفحص. الطبيب أعرب عن دهشته وقال: “ما هذا؟ أنت من أين؟” رد عاصي: “أنت الطبيب!” فسأل الطبيب: “أنت من أين؟” قبض عاصي على يد الطبيب وبدأ يسحبه وراءه. قال الطبيب: “أتقدم أرجوك، اترك يدي!”
ألقى عاصي حزمة من النقود في وجه الطبيب وقال: “تعال معي فوراً، هل فهمت؟” شاهد الطبيب المال وبسرعة وافق وأخذ النقود وذهب. الطبيب نظر مرة واحدة إلى الخلف وقال: “شنطتي!” فأخذ شنطته بسرعة وتابع عاصي وركب السيارة. كان عاصي يقود بجنون وكانت الأمطار تتساقط. قام عاصي بتشغيل مساحات الزجاج ولم يكن يرى الطريق أمامه، فقط كان يرى نظرة الفتاة التي تشبه نظرة فيروز تمامًا وبدأ يهتز. قال الطبيب: “استرخ قليلاً، حرام عليك، لن نصل بهذه الطريقة.” عاصي لف وجهه نحو الطبيب بنظرة شريرة، ووضع يده على فمه وقال: “اهدأ، اهدأ.” أخيرًا وصل عاصي ونزل من السيارة. قال عاصي: “تعال ورائي.”.