حـامل بلا عقل (الجزء الثالث)
_ يا ليندا، أنت حامل! هذا ما قالته له سيف.
استغرب سيف بشكل عادي، كأنه لا يستوعب الموقف، ثم بدأ يحاول تجميع الكلمات مرة أخرى.
_ كيف حدث ذلك؟ أليس لديها إعاقة ذهنية؟
_ أليست إعاقتها هي ما يثير دهشتك؟
_ ليس هذا قصدي، لكن كيف حدث ذلك؟
_ قال الطبيب إن الحمل من شخص محرم.
_ محرم؟ هل أنت متأكدة من ذلك؟
_ الطبيب متأكد جدًا.
_ هذا فعل قبيح، سلوك وقح، من هو هذا المشوه؟
_ هذا ما يحيرني يا سيف، هل يمكن أن يكون زياد، ابني، الذي فعل ذلك؟ لا أستطيع تصور ما حدث، ساعدني يا سيف، ساعدني يا أخي.
_ زياد؟ بالطبع ذلك مستحيل، إنه من بين أشد الأمور المستحيلة أيضًا، ولكن علينا أن نتخلص من الجنين قبل أن نصل إلى مرحلة الخطورة. الطبيب وضع خطة، ولكن يجب أن أعرف من هو الشخص الذي أهانني وأهان بنتي بهذا الفعل البشع؟
_ هل تشك فيَّ؟
_ أشك فيك أيضًا، إذاً إذا اخترتك أنت بالذات لتساعدني. أنا على وشك الموت يا سيف، سلوكي زياد في الفترة الأخيرة يرعبني، وتصرفات والده منذ بداية علاج كبدي أثارت شكوكي أكثر.
_ ما الذي جعل الطبيب متأكدًا بهذا القدر أن الحمل محرم؟
_ إذا أردت، يمكنني أن أتحدث مع ابني زياد قبل أن أسافر، إذا لم يكن لديك مانع.
_ لن يكون من الممكن أن تسافر على أي حال يا سيف، أنا في انتظار اتصال من الطبيب في العاشرة، ويجب أن تكون هناك.
بالطبع، سيف لا يستطيع المشي، وإذا مشى سيهرب. تركت ليندا أخاها سيف وذهبت إلى غرفة زياد، وصدمت عندما رأت سريره مهجورًا ومكتب المذاكرة واقعًا على الأرض، ووجهه مدفون بين ركبتيه ويبكي بشدة. حاولت والدته تفهم سبب بكائه، لكن دون جدوى. حاولت تهدئته لتحدثه، ولكن أيضًا بدون جدوى. لكن قالت له: “يجب أن تكون هنا في العاشرة”. بالفعل، اجتمع الجميع في العاشرة، واتصل بهم الطبيب.
الأب والأخ والابن جالسون في الصالة وكأنهم في موقف متهمين، والأم أخذت الهاتف وابتعدت عنهم، ثم ردت على المكالمة. “ألو.. نعم، يا دكتور.. لقد فعلت ما طلبته مني، والثلاثة ينتظرون اتصالك، حسنًا يا دكتور.. حسنًا.. دعونا نرى ما ستقوله”.
انتهت المكالمة، والثلاثة كانوا ينتظرونها، يريدون معرفة ما قاله الطبيب. نظرت إليهم وحاولت رصد تعابير وجوههم، قد يلاحظون خوفًا في أحدهم، أو ارتباكًا في آخر، أو اهتمامًا في الثالث. “ماذا قال الطبيب؟” سألتهم. “انظروا، لقد تحدثت مع كل واحد منكم على انفراد اليوم، لكن الآن يجب أن تعلموا أن الطبيب يرغب في أن يذهب كل واحد منكم إلى عيادته بمفرده، لإجراء تحليل الحمض النووي (DNA)”. نظر سيف إلى ليندا بدهشة، “ماذا سيفعل الطبيب بهذا التحليل الجيني؟ فالجنين لم يتجاوز شهره بعد، هل طبيبك غبي؟” أجابت ليندا بلا تردد، “لا، سيف، يجب علي أن أعرف من البداية من هو المسؤول عن ما حدث لابنتي”. نظر زوجها إليها بعيون مشتعلة وصاح بها:
“حقا، مَنْ هو الذي أساء لابنتي هكذا؟”