حـامل بلا عقل (الجزء السابع)
“أنت، يا زياد؟ هل أنت الذي فعل كل هذا؟ هل تريد قتل أختك؟ تريد أن تدمر حياتنا؟ تريد أن تخيب آمالنا بمصيبة سوداء قمت بها، ثم تروح بعدها؟” صاحت الأم، معبرة عن غضبها وصدمتها.
كان زياد مرتبكًا من كلام أمه، لم يفهم ماذا تقول.
“انتظر، انتظر يا أمي، ماذا تعني؟ ماذا فعلت بأختي؟ ولماذا أرغب في قتلها؟” سأل زياد بتعجب.
“أين حصلت على هذا الموس؟ وما هذا ‘سامحيني يا أمي’ المكتوب في الورقة؟” استمرت الأم في اتهاماتها.
ساعد زياد أمه ووضعها جالسة على سريره بدلاً من أن تكون مستلقية على الأرض، ثم نظر إليها.
“جلبت هذا الموس لأنني كنت أرغب في الانتحار به، والورقة التي تحمل عبارة ‘سامحيني يا أمي’ هي لوحة انتحارية. إذا لاحظتي، ستجدي عنوانًا عليها، كنت أعتزم أن أكمل شرح ما حدث.” أجاب زياد.
“ماذا كنت تعني؟” سألت الأم.
“أنا لست في السنة الثانية من الكلية كما تعتقدي، لقد رسبت في السنة الماضية وكذبت عليكم بأنني نجحت وسأدخل السنة التالية. كانت خطتي أن أعترف بالحقيقة عندما أجتاز السنة الحالية وأنتقل للسنة التالية، ولكن للأسف لم أتمكن من الإجابة في امتحان المادة السابقة والمادة قبلها، وأنا غير قادر على المذاكرة لامتحان المادة القادمة. حالتي النفسية سيئة جدًا يا أمي، فأنا متأكد أنني سأفشل في السنة الثانية، وسيتم طردي من الكلية. لن أكون قادرًا على مواجهتكم وأخبركم بما حدث، وكانت الانتحار أفضل حلاً للهروب من عقوبتكم ونظراتكم. لقد بدأت في تدخين السجائر منذ أسبوع، وأنا غير قادر على التحدث في المنزل، وهناك دائمًا صراخ. لن أستطيع تحمل هذه الحياة، وكان يجب أن أنتحر يا أمي.” الأم احتضنته بقوة وبدأت تبكي قائلة: “يا ضنايا، يا ابني، لا تضحي بحياتك وتضحي بحياتي من أجل الكلية والتعليم. لماذا ترغب في أن تقتل نفسك وتقتلني؟ هل مصيبة أختك لم تكن كافية؟” زياد ردفعل وعانقتها بقوة، وهي تبكي. “أرجوك، يا أمي، سامحيني. أنتم من قررتم أن أدخل هذه الكلية، وأنا لا أحبها ولا أرغب فيها على الإطلاق.” الأم بقوة، بدأت تبوسه في كل جزء من جسده وهي تبكي، كما لو كان قد عاد من رحلة طويلة أو نجا من الموت، فهي تحتضنه بحنان.