حـامل بلا عقل (الجزء الثامن)
“أهلاً بك، يا زياد. أهلاً بك، يا ابني.”
فجأة، قاطعته والدته وسألته:
“زياد، هل لديك علاقة بما حدث لأختك؟”
“والله يا أمي، لا أعلم شيئًا عن ذلك، بالله عليكِ، أنا بريء.”
“حسنًا، ماذا عن خالك سيف؟”
“لا أعرف أي شيء، وليس لدي أدنى فكرة.”
وفي تلك اللحظة، استدعاهم والدهم بصوت مرتفع، صوت طارق يتشبه بصوت جرس المدرسة يحشر الجميع.
خرجوا من الغرفة ووقفوا أمامه، وكان سيف يقف بجواره.
“أحضرت لكم شيخًا كبيرًا، شيخ يعرف كل شيء، سيكشف حقيقة ابنتكم ويكشف عن الشخص الذي اقترف هذا الفعل البشع.”
“شيخ؟ ما هذا؟”
“إنه شيخ متخصص في كل شيء، يعرف بالسحر والجن، ولديه جن يطيعونه ويعرفون كل شيء.”
“لن أسمح لمشعوذ بكشف حقيقة ابنتي.”
“ولكنه سيكشف الحقيقة لنا، بدلاً من اتهامك المتكرر لأحدهم.”
نظرت الأم إلى سيف، تسأله عن رأيه.
في البعد، نظر سيف بتردد.
“والله، لقد أفسدتم مستقبل سيف بالفعل، وأفسدتم حياتي وعملي، واتهمتمني بتهمة فظيعة. وحسابكم عند الله.”
“ما هذا السم الذي جلبته، يا سيف؟ ما الذي تنوي فعله به؟”
“ما هذا السؤال؟ أليست كلما ذهبت في رحلتي أخذت معي سمًا؟ للهروب من الحيوانات المفترسة في الصحراء؟”
ضربت الأم رأسها بيدها، شعرت بتشوش الطبيب بداخلها، ثم نظرت إلى زوجها.
“اتصل بشيخك واطلب منه أن يكشف لنا ما يحدث.”
دخل الشيخ إلى صالة المنزل وبدأ يحيط بالمكان، ينظر إلى وجوه الناس.
بدا مشينًا، ولم يبدو كشيخًا على الإطلاق، كان يبدو كشخص زائف، يرتدي ملابس مبهجة وألوان لا تتناسب مع بعضها، وكانت رائحته غير مقبولة، وبدا وكأنه يستغل الجن في كشف الأمور التي يستفيد منها.
بدأت الأم تروي له ما حدث، وأخبرته أنها لا تعرف من قام بذلك، وأنه لا يوجد شخص غريب يدخل منزلها.
“هل أنت متأكدة يا ستي من تشخيص الطبيب بأنها حامل؟”
“نعم، أنا متأكدة جدًا، منذ أن كبرت إذا شعرت بأي ألم، كنت أتعرضها له.”
“هل قامت ابنتك بإجراء فحوصات عند هذا الطبيب منذ فترة؟”
“نعم، منذ وقت طويل، إذا شعرت بأي ألم، أعرضها عليه.”
“هل من الممكن أن يكون الطبيب هو من أجرى هذا الفعل؟”
أصاب الشيخ السيدة بالذهول بكلامه.
“نعم؟ ما الذي تقولينه؟”
“هل يمكن أن يكون قد حقنها بمادة تحتوي على مركب معين، مما يستخدم في الحقن المجهري، وبذلك لن يفقد أي شيء عند إجراء تجاربه.”
بدأت السيدة في التدهور، ولم تستوعب ما يحدث.
“من المستحيل أن يفعل الطبيب مثل هذا.”
“ما جعلكِ تعتقدين أن زوجك وأخوك وابنك قاموا بشيء أقذر من ذلك؟ هل يجعلكِ تستبعدين أن الطبيب قد استخدم ابنتك كحقل تجارب؟”
“هل أنت متأكد؟ هل قال لك ذلك الجن الخاص بك؟”
استفز الشيخ من كلمة “جن الخاص بك” وانفعل عليها وصاح في وجهها.
“أنا لا أمتلك جنًا، ولا يؤثر عليَ أبدًا. وصرخ في وجهها.”
ثم فقدت السيدة الوعي مرة أخرى، وبدأوا يحاولون إيقاظها.