حـامل بلا عقل (الجزء التاسع)
السيدة فقدت وعيها بسبب صرخة الشيخ في وجهها، وكان الجميع يتجهون نحوها في محاولة لإيقاظها، ولكنها لم تستوعب ما يحدث حقًا. في النهاية، استعادت توازنها ونظرت إلى الشيخ الذي كان يراقبها بانتباه.
“لماذا تحدق فيَّ بهذا الشكل؟” سألته بدهشة.
“هل فقدت الوعي من قبل؟” سألها الشيخ.
“نعم، هل حدث ذلك مرة أو مرتين من قبل؟”
“نعم، حدث ذلك في غرفة ابنك زياد.”
السيدة بدأت تشعر بالجنون، كيف يعلم الشيخ بتلك التفاصيل؟ ولكنها كانت مضطرة للرد عليه.
“نعم، فقدت وعيي في غرفة ابني.”
“كيف استطعتِ رسم دائرة الشك حول زوجك وأخوك وابنك، ولكن عندما أشير إلى الطبيب كونتِ حائطًا من الرفض والصراخ؟”
“لأنني دائمًا أكون بجانب ابنتي عندما تذهب إلى الطبيب.”
“ولكني قلت لكِ أن الأطباء في هذه الأيام يستخدمون مخدرات وحقنًا لعمليات المجهر، وأحيانًا يفتقرون إلى الضمير والمسؤولية، ويحقنون المرضى بأي سائل، فقط لتحميلهم بتجاربهم ويقولوا إن الطبيب ماهر.”
“فلماذا سيقوم بحقن ابنتي؟”
“عزيزتي، افهميني، ابنتك حالة ميئوس منها، ذهنيًا معاقة وتفتقد الوعي ولا تفهم أي شيء في الحياة، لذا يمكنه بسهولة أن يستخدمها كحقل تجارب بدون أن تدركي، يجرب التجارب التي يرغب فيها قبل حقنها لعملائه في العيادة، ونظرًا لأنه إجرامي وشرير، فلا يهمه أبدًا، فهي واحدة من الأشخاص المتوقع أن تموت قريبًا، وأهلها بالتأكيد ينتظرون وفاتها، لذا ليس هناك ضرر إذا جرب عليها.”
“لا يمكن، ما تقوله غير ممكن.”
“عندما قال لكِ إنها حامل، هل كان يعبر عن الاستغراب وكان وجهه مرتبكًا؟ ولكنه تحدث بشكل عادي؟”
“كان يتحدث بشكل عادي جدًا.”
“بصدق؟ هل هذا هو رد فعل الطبيب عند اكتشافه أن حالة معاقة ذهنية حاملة؟”
الجميع كانوا ينظرون بدهشة! كلام الشيخ كان مقنعًا تمامًا، على الرغم من أنه ليس شيخًا وأمه تبدو محتالة، وملابسه مثيرة للاشمئزاز، ولكنه يتحدث بكلمات مقنعة.
الزوج نظر إلى زوجته بغضب.
“إذاً، أنت اتهمتينا جميعًا يا مغفلة لأنك تركتيه يتلاعب بعقلك، وفي النهاية اتضح أنه هو من فعل ذلك.”
“فعلاً، كنت أستمع إليه، كنا نتعاون مع بعضنا للبحث عن الجاني، لكن كيف يستطيع فعل ذلك؟ إنه ليس إنسانًا، يجب أن أبلغ عنه.”
الشيخ نظر إليها وأشار لها بالتأكيد.
“لا يمكننا الإبلاغ عنه إلا بعد أن نثبت براءة المشتبه به الآخر.”
“من هو المشتبه به الآخر؟”
“أنتِ يا سيدتي!”
السيدة اندهشت، وزوجها وشقيقها وابنها نظروا إليها وإليها.
“ماذا تقول يا رجل؟ هل أنا سأحمل منك، يا مخلوق متخلف وقذر وحقير؟”
“لكن… لكن… اهدأي يا سيدتي، إنهم يتهمونك بنفس التهمة.”
الزوج يحاول ابتلاع لعابه، غير قادر على فهم الأمر، ويرغب في سؤال الشيخ ولكنه لا يعرف كيف.
“من فضلك، يا شيخ، أوضح كلامك.”
“زوجتك يا أبو زياد، تخرج بالطفلة بهذا الشكل عدة مرات في الأسبوع، وأنت لا تعلم أين يذهبون، وعندما تعود تكون لديها مبالغ مالية، هل يحدث هذا ولا لا؟”
“نعم، يحدث، أبدًا لم تخبرني أين تذهب أو من أين تحصل على المال، ولكن كيف عرفت ذلك يا شيخ؟”
“لا يهم كيف عرفت، السؤال هنا هو، هل قد تكون تعرضها على أحدهم مقابل المال؟ هل تستغل سذاجتها؟”
السيدة تجري نحو الشيخ، ترغب في ضربه.