حـامل بلا عقل (الجزء الثاني عشر)
ما يقوم به هذا الشخص المتخلف حقًا أمر مشين.. حقًا مشين..
ليندا تصرخ بشدة: “اااااااااااااء… هاااااااااااااااااااااااع….”
“تكلمي يا معاقة يا متخلفة.. قولي.. إلى أين كنتِ؟” يصرخ الشيخ.
الأربعة يقفون متجمدين، يشاهدون.. يعتقدون أنه يعذب جنيًا.. لا أحد يستطيع التحدث.. الشيخ وحده صاحب السلطة في الغرفة.
الفتاة بدأت حقًا بالتحدث.
فتحت عينيها ونظرت إلى والدها.. وشقيقها.. وعمها.. ونظرت إلى والدتها..
“ماما.. وأنا.. وماما.. وأنا”
“قولي.. إلى أين كنتم تذهبون؟”
“ماما كانت.. كنا.. ماما.. نذهب.. إلى أين؟”
الشيخ انفعل عليها، استخرج شطة مطحونة من جيبه وقام بإغلاق فمها وأنفها بها، وهو يصرخ.
“قولي يا متخلفة.. قولي!”
الفتاة تعاني حقًا.. لا تتحمل.
“شق.. شق.. شق.. هاتسي.. هاتسي.. هاتسي.. اااااااااااااء”
الشيخ ابتعد عنها لحظة.. وقالت الفتاة بصوت طبيعي تمامًا..
“ابتعد عني.. سأتحدث.. سأخبركم بكل شيء.. سأروي كل ما حدث.”
جميع الحاضرين واقفون مذهولين ومستغربين من كيفية تكلم الفتاة. وفجأة، دخل العم عدلي، الذي يكون عمًا ليندا وشقيق أبيها. كان رجلًا محترمًا وحكيمًا، وكانت لديه ثروة، شعره وشنبه بياضاوينبئان بالنضج والأناقة. كان يحمل عصاً بشكل حرف “T” لإظهار رونقه وأناقته، وكان يرتدي جلبية أنيقة ويتمتع بسمعة طيبة. عيناه كانت تعكس قوته الشخصية وتلفت الانتباه إلى هيبته.
عندما رأى ليندا وجهها المشوه وآثار الضرب التي تعرضت لها من المتخلف، شعر بالاستياء وصاح على الجميع:
“كيف يمكنكم أن تجلبوا هذا الأحمق المخلوق ليهين الفتاة هكذا؟! هل أنا لست عمها؟ وكيف يتجرأ هذا الشخص الذليل على فعل كل هذا؟! أنتم تتصرفون بعبثية، لماذا تخفون عني مصيبة كهذه؟!”
الشيخ رفع إصبعه محاولًا تهديد عم عدلي: “استمع يا عدلي.. أنا قادر على فعل أي شيء بك!”
عدلي نظر إليه من أعلى إلى أسفل وضربه بالعصا على جسمه، مثلما يفعل الباشا عند معاقبة خادم في أراضيه: “أنت تقوم بتلك التصرفات الساقطة مع أي شخص غيري؟ أنت رجل فاسد، تعتقد أنك تستخدم الجن لخدمتك، في حقيقة الأمر، هو الجن الذي يستخدمك لتدمير البيوت، اذهب خارج هذا المكان!”
“سأجعلهم يجنونك يا عدلي!”
“دعهم يتجرأون على لمس وجهك، سأظهر لك كيفية التعامل مع القذارة مثلك!”
ليندا بدأت تعود إلى طبيعتها الأولى، فقد عادت الوعي لها وظهرت ابتسامة غير مقصودة على وجهها، وبدأت تنظر بعين واحدة إلى يمينها.