حـامل بلا عقل (الجزء الثالث عشر)

وقد بدأت ليندا تعاني من آثار الضرب، وكان واضحًا أن الجن الذي جلبه الدجال لم يعد فيها، الذي كان مخططًا لجعلها تتكلم. العم عدلي نظر إلى ليندا وإلى الحضور، وفهم التغير الذي حدث.

“ماذا فعلتم بها؟” سأل عدلي بغضب.

رد عليه سيف: “قال لنا أنها ستتكلم وتفصح عن من فعل ذلك بها، وبالفعل تكلمت، لولا وجودك هنا.”

لكنها لم تكن هي التي تكلمت، الشخص الذي كان سيتكلم بدلاً منها قد هرب، إذاً إذا كان معالجًا صحيحًا، لكان قد جعلها تتكلم أمامه.

“لقد أتيت وأفسدت كل شيء يا عدلي!” صاح عليه عدلي بغضب، ورفع العصاية وصعد بعدة ضربات أشد من السابق، وركض وراء الهارب إلى خارج الغرفة.

ثم اقترب عدلي من ليندا، وبدأ يعتني بها بلطف، يربت رأسها وعانقها وحاول أن يخفف عنها.

“يا حبيبتي، يا بنتي.. هؤلاء الأغبياء قد أذوكِ”، قال وهو يحتضنها، وحاول تخفيف معاناتها.

ثم بدأ في محاكمة الأم والأب والخال والابن، وقال: “ما هذه القصة؟ وأنت ما قصتك يا أبو زياد؟ يا أخي.. يا ابن أمي وأبي! ألن تظل دائمًا تسير وفقًا لرغبة زوجتك؟ وتقول لك ألا تتدخل أخواتك في حياتك وتترك لك الأمور الشخصية لتتحدث بها.”

_ لا حاجة لكل هذا الكلام، يا عدلي. نحن في وضع صعب جدًا.

_ أنا عرفت أنكم في وضع صعب، وعرفت من الذي سبب ذلك، وتأكدت من ذلك بنفسي الآن. لكن ماذا يمكنني أن أقول؟ كنتِ ستُفسد الأمور، ولكي تُبرئي نفسك، ذهبتِ وجلبتِ دجالًا محتالًا يعامل ابنتك بوحشية؟

_ ومن أين عرفت ذلك، يا عدلي؟

_ ابني خالد سمعك وأنت تتحدثين للدجال على زاوية الحارة، وكنتِ تخبريه عن كل شيء. وأريد منكم أن تُفصحوا عن كل التفاصيل لأصدمكم بما أعلمه.

وقفت الأم صامتة، والأب لم يجد كلمة يتحدث بها. كان مستحيًا من أخيه الذي ارتكب خطأً عندما حدثه عن سره للدجال وتجاهل أخيه، وذلك بسبب زوجته التي دائمًا ما تُزرع فيه كرهًا لأخواته. بدأ سيف يتحدث ويخبره بكل التفاصيل حتى اللحظة التي دخل فيها عدلي.

نظر عدلي إلى الأم…

_ أنتِ امرأة شريرة.. طوال حياتك كنتِ شريرة.. كنتِ تشككِ في الجميع.. ولم تكنِ قادرة على الدفاع عن نفسك عندما سألك الدجال عن وجهتك. طوال حياتك كنتِ تكرهيني وتحملين لي ضغينة بسبب ظروفي المالية الميسورة، على الرغم من أنني لم أقصِر معكم. لكنكم منعتموني ورفضتموني، وحمل الحقد الذي تكنه ضدي وضد زوجتي وأطفالي، جعلكِ تتلاعبين بابنتكِ وتستغلينها كل بضعة أيام لتتسولي بها في سيدة زينب مرة وفي الحسين مرة، وتدعين أن ابنتي معاقة وتحتاج إلى جراحة، وزوجي ميت، وأفلام درامية.

شـاهد الجزء الأخير من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى