حـامل بلا عقل (الجزء الأخير)
والغريب في الأمر أن زوجك لا يعلم أن لديكِ مبلغ يفوق الخمسة ملايين جنيه معك فيما يتعلق بالبنت. فالأشخاص الذين يجلسون في المقاهي في الحسين هم أشخاص طيبون، وظروفهم مستقرة، ويساهمون بكثير في هذه الحالات.
والدكتور أيضًا بريء من الاتهامات الزائفة التي وجهها الدجال، فليس هناك أي أساس لهذه الاتهامات بالأساس.
وأبوها وخالها وأخوها جميعهم بريئون.
يا ليتكِ لجأتِ إلينا وأخبرتِنا بالمصيبة حتى نتشاور معكِ بالعقل والمنطق لكي نفهم كل الأمور.
ثم توقف عدلي ونظر إلى الأم وتحدث إليها:
لو قدمتِ إليَّ وقلتِ: “ساعدني يا عدلي، بنتي حامل”، لكنتُ سأفكر معكِ بعقلية ومنطقية لنتوصل إلى الحقيقة.
لكنكِ أخبرتِ الدكتور عمرًا بأنه لا يوجد أحد يدخل بيتكِ ولا يرى بنتكِ سوى زوجكِ وابنكِ زياد وأخيكِ سيف. وتظاهرتِ بأنكِ ذكية وتفهمين الحياة، وجعلتِهم جميعًا متهمين. حتى جاء زوجكِ المتنبِّه وتوجَّه إلى الدجال الغريب، وكشفتِ أنتِ أيضًا متهمة، والضحية الوحيدة هي الفتاة البسيطة ليندا.
ولكنكِ نسيتِ شيئًا مهمًا يا سيدتي.. في يوم تم حجزكِ في المستشفى، وكانت زوجتي تزوركِ، وكانت ستّة السيدة صبحي معكِ في تلك اللحظة.
أنتِ كنتِ ترغبين في إثارة غضب زوجتي، فأعطيتِ مفتاح بيتكِ لستة السيدة صبحي وطلبتِ منها أن تأخذ الطعام لابنتكِ ليندا، حيث لم يكن لديها طعام في الغرفة.
مرات صبحي، التي تحمل أولادًا بلطجية ومتسخين، كانت قذرة بنفسها أكثر منهم. وعلى الرغم من ذلك، قررتِ تسليم مفتاحكِ لها لبضع ساعات، على أمل أن تتعامل زوجتي بشكل مختلف، حتى وإن كانت زيارتها لك صدقة وتعاطفًا.
مرات صبحي كانت غاضبة من ابنتكِ بالأصل، ودعت أبناءها ليحملوا لها الطعام. تخيلوا معي، هؤلاء البلطجية المتسخون، ماذا يمكنهم أن يفعلوا بفتاة مثلها وهي وحدها ولا تدري ما يحدث.
وعندما عدتِ من المستشفى، لاحظتِ أن مكواة ملابسك قد سرقت. لم تتجرأِ على إخباري أن المكواة قد سرقت، ربما خشيةً من زوجكِ. لكن لم تكن تعلمين أن المفتاح كان بحوزة مرات صبحي.
سيف يقاطع عدلي:
- هل أنت متأكد من هذا الكلام يا عدلي؟
- عندما سمعت هذا الحديث قبل ساعة، تذكرت أن زوجتي أخبرتني به خلال حديثها مع مرات صبحي. وكنتُ مشكوكًا فيهم. فقد دخلنا منزلهم، وجعلتُ أولادي يعترفون بكل شيء، واعترفوا بأنهم قاموا بذلك وأنهم سرقوا المكواة أيضًا.
إذًا، ابنتكِ كانت ضحية لكراهيتك وغضبك، وكراهيتك لي ولزوجتي. لقد جعلتِ جارةً غير موثوق بها، وقذرة، تدخل منزلكِ وأبناءها الوسخين أثناء غيابكِ. وكل ذلك بسبب حقدكِ الذي جعلكِ تتصرفين عن طريق الغضب والانتقام.
عدلي وقف في صمت ونظر إليهم. الجميع ينظرون بصمت، لا يوجد أي حديث.
وفجأة، جاءت الأم وركضت نحو عدلي وقبَّلت يده.
- أرجوك، يا عدلي، اعثر لنا على حل. أعتنِ بنا واحمينا. الله يحميك.
- سأحميكم حتى ولو لم تطلبوا ذلك. لأن الكبير دائمًا يتحمل. وأود منكم أن تتعلموا من ذلك.
حالياً، يجب أن نتصرف بشكل مناسب. يجب عليك أن تتبرعي بتلك الأموال لدار رعاية للأيتام أو مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة، أو حتى دار لرعاية المسنين. هذه الأموال حصلت عليها بطرق غير مشروعة، من خلال التسول واستغلال فتاة معاقة. إذا رفضتِ، فسيقوم السيد عدلي بتهديدك ورفع شكوى ضدك لدى الشرطة، وستواجهين عواقب قانونية خطيرة. الأطفال الآن في رعاية الشرطة، وسيتم تحويلهم إلى النيابة. أما الفتاة، فستكون تحت رعايتي وحمايتي، وسأتحمل جميع نفقاتها. وأنتِ ستبقين هنا لخدمتها. تحتاج هذه الفتاة إلى رحمتنا ورعايتنا. إنها إنسانة تعاني وتشعر، فقدت عقلها ولكن لم تفقد القدرة على الشعور بالألم، يا أخلاق قذرة.
قدمت شكوى إلى طبيب نسائية وتوليد مختص، وأخبرني أنه سيقوم بإجراء عملية تفريغ لها. سأقوم بأخذها إلى هناك بنفسي ليقوم بتقييم الحالة واتخاذ الإجراء المناسب. يرجى أن تتوقفوا عن حمل الضغينة والكراهية والغيرة. يجب أن لا تثقوا في الأشخاص الفاسدين وتُثيروا غضب الأشخاص الذين هم في حقيقة الأمر أشرف وأكثر أمانة. يجب أن لا تستغلوا الأشخاص الذين فقدوا بعض النعم بسبب وضعهم الصعب. هذه إنسانة، يا جماعة، إنسانة.
تمت