رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء الثالث)

“اجلسي…!

أنا سأذهب للنوم. هل ترغب في تناول العشاء؟”

“لا، لقد تناولت طعامي.”

“هل تودين أن أجلس بجوارك؟”

“أودكِ أنتِ تأكلي، لقد أعدت وجبة خفيفة لكِ، شوربة الدجاج، جربيها، ستساعدك على التخفيف من أعراض البرد.”

استغربت من تصرفه الغريب، لكن قررت أن أأكل لأنني جائعة، وشوربة الدجاج خفيفة على معدتي.

بدأت في تناول الطعام، ولحظت أنه يجلس بجواري ويحدق فيّ وكأنه ينتظر شيئًا.

انتهيت من الأكل وقلت، “أنا ذاهبة للنوم الآن.”

“ألن تشربي الأعشاب التي أعدتها؟”

“لا حاجة لي بتناول الدواء الآن.”

أصر سليم على أن أشرب الشوربة، فقبلت أخذها. ولكن عندما قبضت على الكوب وشممت رائحتها، شعرت بالغثيان ولم أتحمل رائحتها.

وضعت يدي على فمي وركضت إلى الحمام لأتقيأ. عندما انتهيت وخرجت، وجدت سليم واقفًا خلفي ويراقبني وأنا أتقيأ.

بعد انتهائي، شعرت بألم شديد في بطني وذهبت إلى غرفتي. دخل سليم وقال لي: “هل أتصل بالدكتورة لتأتي إلى هنا؟”

“لا، لا حاجة، أنا بخير.”

“كل مرة تقولين إنك بخير، ولكن حالتك تسوء يومًا بعد يوم.”

“أنا بخير، لا يوجد شيء.”

“حسنًا، فلنتصل بالدكتورة.”

“لا، لا تتصل.”

نظر إلي بدهشة، وأصبحت متوترة وحاولت تنظيم كلماتي حتى لا يشعر بأي شيء.

“أعني، ليس من الضروري أن تتعبها في الصباح، سأكون بخير… سأذهب للنوم الآن.”

“هل تخافين من الدكتورة؟”

“ليس خوفًا، ببساطة…”

فجأة، سقطت أيلين على الأرض فاقدة الوعي.

“أيلين!”

سليم قام برفعها ووضعها على السرير، ثم اتصل بالدكتورة وطلب حضورها. جلس على حافة السرير، ينظر إلي وإلى حالتي المرهقة. كان يشعر بالتساؤل والشك تجاهي كما كان يفعل دائمًا. أمسك يدي ووضعها على وجهه، وكأنه يرغب في أن أستعيد وعيي وألمس وجهه بنفسي. تنهد وقال:

“أنا لا أفهم ما الذي يحدث معكِ وما هو مصدر تعبكِ… سألتكِ مرارًا وتكرارًا وأنتِ تخفي عني الحقيقة… كلام قاسم صحيح… أنتِ تخفي عني الأمور ربما لأنكِ لم تشعري بأنني دعم لكِ أو أنني قد أساعدكِ إذا واجهتِ مشكلة… لكن حالتكِ والأعراض التي تعانين منها تجعلني أفكر في أمور مجنونة حقًا… بالتأكيد ما يدور في ذهني هو غير صحيح… أراكِ لستِ مثل فتيات هذا الجيل، أنتِ مختلفة وتحترمين نفسك… وعاشتِ معي لأكثر من 8 أشهر… لم ألاحظ أي سلوك غريب منكِ… ربما تعبكِ الحالي هو نتيجة لنزلة برد في المعدة، بإذن الله…”

وصلت الدكتورة ودخلت إلى غرفة أيلين،، بعد شوية الدكتورة خرجت وسليم سألها…

شـاهد الجزء الرابع من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى