رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء السابع)
تلقائيا عبرت عن استيائي وصرخت قائلة:
‘ أنا على استعداد لفعل أي شيء لأثبت لك أنني لست خائنة وأن لا أحد قرب مني… لقد تركتك تتحدث عن شرفي وتحملت الضغط النفسي لفترة طويلة، ولكن الآن حان دورك لتستمع إليّ… إذا قمت بشتم شرفي واستمريت في هذا التصرف، فلن أعترف بأنني خائنة أبدًا لتهدئة تلك الأفكار السلبية في عقلك… ولن تعرف عن أي ذنب لم أقم به، يرجى أن تفكر يا سليم… أنت تسيء لشرفي بهذا التصرف، والشرف هو أهم شيء بالنسبة للفتاة، وأنا لن أتركك بسهولة لتظن أنني خائنة أو قمت بعلاقة مع أي شخص… صدقني، أنا لست بهذه الطريقة على الإطلاق، مهما قمت بتكريهني، لأنني سبب العديد من مشاكلك في الحياة… أنا أيضًا أستحق فرصة منك لأوضح كل شيء.
لم يهتم بكلامي ومشى، ولكن أمسكت بيده مرة أخرى ووقفته مجددًا.
‘ من فضلك، اسمح لي بأن أتحدث وأعبر عن نفسي، أرجوك اسمعني ولا تقاطع حديثي. سكوتك يؤذيني ويمنعني من قول كلمتي، أرجوك افهم أني مهما كانت اختلافاتنا أو خلافاتنا، لم أفكر يومًا في جلب العاهرة أو حتى التفكير في أي شخص آخر. فكر قليلًا في الأمر من وجهة نظري، فهذا يتعلق بحياة أو موت… ومن الصعب جدًا أن أتركك تفكر فيَّ بطريقة سيئة.
وقف ساكتًا لفترة قصيرة، ثم قال لي:
” إذا كنت تقولين الحقيقة… هل ستخافين عندما نذهب غدًا للطبيب ويتم إجراء التحاليل لنتأكد ما إذا كانت الحملة حقيقية أم كاذبة؟
‘ بالطبع، لن أخاف من أي شيء، أنا واثقة من نفسي.
” حسنًا…
لحظتُ أنه مشغولٌ جدًا وغاضبٌ، وعندها اندفعتُ وحضنته بدون تفكير، كانت هذه هي المرة الأولى التي أحضنه فيها، وكنت سعيدةً لأنه أخيرًا قرر الاستماع لي، سليم ارتبك من حضنها وكانت يده ترتعد في الهواء، وكان غير قادر على أن يرد الحضن أو يتفاعل معها. لاحظت أيلين ردة فعله وتبعدت عنه ونظرت إلى الأرض، وقالت بأسف:
‘ أنا آسفة حقًا…
وقبل أن يتمكن من الرد، ركضت إلى غرفتها وأغلقت الباب. دخل سليم إلى غرفته وأغلق الباب أيضًا، كنت سعيدة بالتأكيد، إنها رسالة من الله ليبين لسليم أنني لست خائنة وأنني لازلت فتاة.
في اليوم التالي…
استيقظت باكرًا وارتديت ملابسي، قبل أن يأتي سليم ليخبرني أنه يجب أن نذهب للطبيب. كنت أقرأ القرآن وأدعو الله ليعرف الحقيقة.
طرق الباب وكان سليم هناك بالطبع.
” هيا بنا نذهب.
‘ حسنًا.
ركبنا السيارة وبعد فترة وصلنا إلى المستشفى.
ذهبنا لدى الطبيبة التي نعرفها، وقد فحصتني وأجرت التحاليل، وانتظرنا النتائج.
أثناء انتظارنا، قال لي:
” إذا تبين صحة كلامك، ما ستفعلين؟
‘ سأكون سعيدة بالطبع، لتعرف أنني لست كاذبة عليك.
” أتمنى حقًا أن يتبين صحة كلامك.
‘ يا رب.
ثم دخلت الطبيبة وأعطتني نتائج التحاليل.
أخذت الورقة ونظرت إلى سليم وهو يصلي بتقطع ويرغب في معرفة ما هو مكتوب.
وأعطيتها له وقام بقراءتها وبعد قراءته للنتيجة ظهر على وجهه تعبير الصدمة ونظر إلى الطبيبة وقال لها:
” ما هذا؟
- إنه نتيجة التحاليل، سيدي.
‘ هل هي حامل؟
- نعم، سيدي، النتيجة تؤكد أنها حامل… وعليكم أن تهتموا بها.
حاولت الطبيبة التحدث إلى سليم وشرحت له احتياجاتي خلال فترة الحمل، بينما كان سليم يضغط على أسنانه بشدة من الغضب ويرغب في التفجر في وجهي.
‘ يا دكتورة، هذا مستحيل، لن أكون أباً…
قاطع سليم كلامي وقال لي بنبرة غريبة:
” اسكتي، لا تتكلمي.
- هل هناك مشكلة، سيدي؟
لكنه لم يجب، وتلاشت عبارة السؤال في الهواء.