رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء التاسع)

“أنا أدرك الآن لماذا قمتِ بكل هذا، لأنني لم أكن اختياركِ. ولكن ليس لديكِ أي حق أو مبرر لخيانتكِ. إذا جئتِ وأخبرتِني أنكِ تحبين شخصًا آخر وترغبين فيه بدلاً مني، فلماذا لم تقلي ذلك منذ البداية؟ لو فعلتِ ذلك، كنا سنفسح المجال للجميع وكلٌ يذهب إلى من يريد، لكنكِ اخترتِ الخيانة!”

رددت قائلة بصوت مكسور:

“يا سليم، بالله عليك، أنا مظلومة!”

استمر سليم في التهديد والإهانة وقال بسخرية:

“هههه، أنتِ مظلومة؟! كفاية كذب، لأن كلمة تخرج من فمكِ تجعلني أتصغركِ أكثر. أنتِ مش رخيصة فقط، إنكِ أرخص من ذلك!”

غضبت وأمسكت بيده وقلت بصوت متوتر:

“سليم، أرجوك، لا تتحدث بهذه الطريقة… والله أنا أقول الحقيقة ومتأكدة أنه لم يقربني أحد ولا أعرف أحد عنكِ!”

وجه سليم نظرة شك في عينيّ وأصمت للحظات، ثم سحب يده من بين يدي وقال:

“أحاول أن أصدقكِ… لكنني لا أستطيع… حقًا لا أستطيع!”

رددت قائلة:

“لن أترككِ تشك فيّ بعد الآن… أنا أقول الحقيقة ومستعدة لفعل أي شيء لتصديقكِ!”

سأل بسخرية:

“هل ستفعلي أي شيء؟”

أجبت قائلة:

“نعم…”

توقف لحظة وأضفت:

“تعال معي إلى الطب الشرعي، سنقوم بفحص عذريتي لنرى ما إذا كنتِ عذراء أم لا.”

صدمني ما قاله، شعرت بالاستخفاف والذل، وقلت بصوت مرتجف:

“فحص عذريتي؟!”

أجاب بتحدي:

“نعم، هذا هو الحل الوحيد… أنتِ خائفة من ظهور حقيقتكِ وتتجاهلينها؟ حسنًا، إذاً تعالي معي إلى الطب الشرعي الآن ولنتأكد من كلامكِ.”

توترت وأغلقت قبضتي بقوة، وقلت بصوت متقطع:

“وأنت توافق على أن أتعرض لفحص عذريتي من قبل أشخاص غرباء؟”

رد بغضب:

“هل تخافين من كلام الناس؟ أليس هذا سببًا كافيًا لتكشفي لي من هو والد الطفل في رحمكِ؟ إن كلامكِ صحيح وأنتِ واثقة من نفسكِ، فلنذهب لنتأكد من صحة كلامكِ!”

أبديت صدمتي من ما قاله، وشعرت بالاضطراب والرفض.

“أنا لا أريد الذهاب! أنا لن أتحرك من هنا. أنا لن أسمح لكِ أن تفحصيني بالقوة! إن كنتَ لا تريد الاعتقاد بي، فلتسألني عن والد الطفل، لأقوله لكِ أنكِ حامل بابنه وليأخذ بعين الاعتبار كلمتي. أنا لن أغادر هذا المكان. لماذا أنا فقط اللتي ينبغي عليها الخضوع؟ هل نامت أنتِ مع شخص آخر أم أنا الوحيدة التي تُحاكم بسبب الشك؟”

أمسك سليم بيدي وأقول بصوت مشتعل:

“سليم، لا أترككَ تفكمن فجأة أمسكت القلم وصوبته نحوه قائلة:

“هذا لتعرف حجم الظلم الذي تلقيته منك. وهذا لتتذكر كلماتك البذيئة والمهينة التي قلتها عني. لقد تحملتك كثيرًا وتجاوزت حدودي في تفهمك واحترامك. لكن لن أسمح لك بتصغيري أكثر. سأدافع عن نفسي ولن أخجل أو أتراجع عن ما لم أفعله. إذا ارتكبت أخطاء، فسأتحدث بكلام أنت تريده، ولكن بالله عليك لا تسيء إلى شرفي!”

أجاب بضحكة استفزازية وقال:

“هل تخشي أن يظهر سرك وتفضحي؟ هل تشعرين بالخجل؟ حسنًا، فلتخبريني من هو والد الطفل داخل بطنك، وأتركه ليعلم بالخبر السعيد ويأخذ حذره منك. لن أسمح لك بالهروب هذه الليلة، فلماذا أنا الذي أكون الخاسر في النهاية؟ أليست أنتِ التي انتقضتي على القوانين وخيَّنتِني؟ لماذا يجب أن أتحمل أنا الليلة؟”

قمت بإمساكه من قميصه وصرخت به:

“كفاك من هذا الكلام! لقد تحملتك كثيرًا وتحملتك بينما كنت تهينني وتسيء إلي. أنا أقول لك إنني بريئة، وسأؤكد لك ذلك بأي طريقة تريدها. سأدافع عن نفسي ولن أتراجع بغض النظر عما يقوله الآخرون. أنا واثقة من نفسي ولا أحتاج إلى أن أقوم بأي شيء لإثبات كلامي. ما أهم هو أنا أعرف حقيقتي ولا أحتاج إلى موافقتك. وعندما تهاجمني، سأرد عليك بالمثل وأكثر. أي كلمة مهينة تخرج من فمك تجاه شرفي، سأرد عليك بمليون كلمة تكسر فيها صورتك الذاتية. وسأواجهك بكل شجاعة ولا أهتم إذا كنت تخاف مني أم لا.”

شـاهد الجزء العاشر من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى