رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء الثاني والعشرون)

سليم قرر أنه سيخبر والده عن كل الأمور. بعدما قصَّ القصة من البداية إلى النهاية، ظهرت ملامح الاندهاش والغضب على وجه والده، وقام والد سليم بضربه بالقلم.

قال والده بغضب: “كيف يمكنك أن تفعل هذا؟ لم أكن أتوقع منك أن تصل إلى هذا الحد!”

رد سليم بحزن: “يا بابا، لم أخبرك أن الأمور تصاعدت… اضربني إن شئت، فأنا أستحق ذلك حقًا، ولكن أرجوك ساعدني في العثور عليها.”

تعجب والده وقال: “أنا لماذا يجب أن أساعدك؟”

أجاب سليم: “لأنها زوجتي، ويجب علي أن أجدها. ربما كانت في خطر!”

قال والده بسخرية: “إذاً، أنت تعتبرها زوجتك؟ وتخاف عليها أيضًا؟ الله يرحم أيامًا كنت فيها تنكرها ولا تعطيها أي اهتمام… هل تعرف أن أيلين كانت شجاعة عندما غادرتك وتركتك وحيدًا؟ الآن أدركت قيمتها وتريد إعادتها؟ إذًا، لماذا لم تتركها تذهب؟ اذهب إلى رغد كما كنت تنوي، لن أعترض كما فعلت في السابق… ألم تكن تنتظر اللحظة التي ستكون فيها أيلين بعيدة عنك؟ إذاً، لماذا تنتظر الآن؟”

سأل سليم بحزم: “إذًا، أنت لن تساعدني؟”

أجاب والده بوضوح: “بالطبع لن أساعدك… ابحث عنها بنفسك لتتعلم كيف تتعامل مع نساء الآخرين. ليس لدي اهتمام بك… وأنصحك بعدم البحث عنها، فإن غادرتك، فدعها تذهب وتستريح قليلاً، أو اتخذ قرارًا بالانفصال ودعها تعيش حياتها بعيدًا عنك. ولو فرضنا أنك وجدت أيلين، هل ستوافق على العودة إليك؟ بالطبع لا، فبعد كل ما فعلته ضدها، من الصعب أن تقبل بالعودة. ليس الخطأ في أيلين، بل هو فيك، فقد تزوجتها بسبب أخلاقها النادرة في هذا الزمان، ولكنك طعنتها بشكلٍ سخيف. يا ابني، أنت لا تفهم!”

أصر سليم بحزم: “حسنًا، فسأبحث عنها بنفسي، وسترى!”

من الناحية الأخرى…

وصلت القاهرة بسلام.

“حقًا، القاهرة جميلة جدًا”، قلتُ في نفسي.

نزلت من السيارة وتوجهت إلى صديق لي يمتلك عمارة في القاهرة. قمت بتأجير شقة لطيفة لنفسي.

“أهلاً، هل أعجبتك الشقة؟”، سأل صاحب العمارة.

أجبته: “نعم، إنها جميلة وواسعة”.

قلت له: “كم هو الإيجار؟”.

أجاب: “750 جنيهًا شهريًا”.

قلت له: “هل يمكننا تخفيض السعر قليلًا؟”.

أجاب: “بالتأكيد، يمكنك خفضها إلى 700 جنيه شهريًا”.

قلت له: “تمام، خليها 650 جنيهًا وسأقبل الدفع مقدمًا لشهرين”.

أجاب: “موافق، هذا مثالي. إنها المبلغ الذي ترغب فيه”.

سحبت المال من حقيبتي ودفعت قيمة شهرين مقدمًا.

قال لي: “ممتاز، إذا كان هناك أي مشكلة في الشقة، فقط أخبريني”.

أجبته: “حسنًا، شكرًا لك”.

أخذت مفاتيح الشقة منه واشتريت بعض الطعام من السوبرماركت. عدت إلى الشقة وأقفلت الباب بالمفتاح وأنا وحيدة.

إنها شقة جميلة جدًا، تبدو أني اخترتها بشكل جيد وهي نظيفة. هناك غرفة واحدة أعجبتني كثيرًا، قررت جعلها غرفتي وبدأت في ترتيب ملابسي في الخزانة.

بعدها، تناولت وجبة وأعدت مشروبًا ساخنًا، ثم ذهبت إلى الشرفة وفتحت هاتفي المحمول وبدأت أشاهد فيديو مسلي على اليوتيوب لأستمتع بوقتي.

في ذلك الوقت، كان سليم جالس في سيارته، وضع يده على وجهه مكتئبًا وصامتًا. فجأة، صرخ وضرب يده على عجلة القيادة وقال:

“أنت أحمق، حقًا أنت أحمق. كم مرة دافعت إيلين عن نفسها؟ كم مرة صرخت بصوت عالٍ ونفت أنها تعرف أي شخص قربها؟ كم مرة ادعت أنها لا تعرفك وهي تبكي؟ كم مرة حاولت أن تقنع نفسك بأن المنزل الجديد كان لأخيها؟ وماذا فعلت أنت؟ لم تصدقها وكذبتها. صدقت كلام البواب وكذبتها. صدقت كل شيء ما عداها. كانت صبورة جدًا رغم كل الألم الذي تسببت لها وعدم احترامك لها. كل ما فعلته لأجلك، أنت رددته عليها بالمقابل. لماذا كل هذا؟ من أجل رغد؟ هي فقط تدمّر كل شيء. لا أستطيع أن أجدها. ذهبت لجميع الأماكن التي أعرفها وأيضًا الأماكن التي قد تكون فيها، لكنها غير موجودة. اختفت تمامًا!”

شـاهد الجزء الثالث والعشرون من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى