رواية عيناي لا ترى الضوء (الجزء الحادي والثلاثون)
“حسنًا، الحمد لله، أعدت الطبيب تنظيف الجرح وغيّره.”
“لقد غيّرت الضمادة وأحضرت الأدوية المطلوبة. عليه أن يتناولها ويحرص على تناول وجباته بانتظام، حيث أن معدته فارغة تقريبًا… وقد اشتريت مطهرًا جديدًا سأضعه على الجرح غدًا صباحًا. أما بالنسبة للحمى التي يعاني منها، يجب عليه شرب دواء مخفض للحرارة، وإذا لم يتحسن، يمكننا استخدام الكمادات. بعد قليل، سيستعيد وعيه، ولكن الأهم هو أنه يتناول طعامه بشكل جيد.”
“حسنًا، فهمت.”
“شكرًا لك، دكتور.”
غادر الطبيب وأغلقت باب الشقة، ثم نظرت إلى سليم وقالت بصوت مسموع:
“الحمد لله، أنت بخير… عند لحظة، كيف عرفت مكاني؟! إذا استفزني وأخرج من هنا، فقد أترك لك المحافظة بأكملها وأنا سأغادر… أتفهم ذلك؟”
تفكرت قليلاً وقالت في نفسها:
“أنا سأحاول نسيان ما حدث وأنساك أنت شخصيًا… بصراحة، لا أرغب في الحديث عن ذلك.”
فتحت الباب ونزلت لتشاهد ما تركته على البوتاجاز، على الرغم من أنه لم يكن هناك شيء، ولكنها لم تكن ترغب في التحدث إليه.
عادت بوجبة الحساء النباتي وقدمتها له.
“هذا كله لأجلك، لأنك لم تتناول أي شيء.”
“لن أتناول أي شيء حتى أتحدث معك.”
“حسنًا، يبدو أننا سنعود للحديث عن نفس الموضوع. حسنًا، قول لي ما تريد قوله.”
“ليس هكذا… أعلم أنني أخطأت بحقك و…”
“أخطأت فقط؟! لقد قلت كلمة سيئة عني بعد كلمة، هل تعتقد أنني سهلة وغبية؟ لماذا تعتقد أنه بإمكانك إصلاح ما فعلته؟ أنا أريد أن ننفصل بالأصل، وأن أذهب لـ رغد وأكون سعيدة معها، تُسلَّمني نفسك وتُنسي القاهرة بأكملها… وتنسى أنك التقيت بفتاة تدعى أيلين وتخليني أنساك نهائيًا.”
“لن… سأحاول إصلاح ما فعلته…”
“لا يمكن، نحن سنفترق، لماذا؟”
“استمعي إلي، أريد أن أصلح ما فعل”سامحيني، كل ما أريد هو أن أصلح ما فعلته…”
“لا، سوف نتحدث فقط بعدما تهدأ الأمور…”
“أنا أعرف أنني أخطأت فيكِ، وأرغب في أن أعيد تصحيح الأمور…”
“لا يمكن، لقد وصلت إلى حدٍ من الإساءة لم يمكنني نسيانه… كل كلمة جارحة وكل لحظة قاسية التي عشتها، لا يمكن أن تتلاشى ببساطة من خلال اعتذارك… إذا كنت تشعر بالندم حقًا وترغب في تصحيح الأمور، فليكن هناك خطوة واحدة فقط لتقوم بها… اطلقني وابتعد عن حياتي نهائيًا، دع كل واحدٍ منا يتبع طريقه بمفرده… أنا لست بحاجة لك، ولا تضع في عقلك أبدًا أنني سأحتاج إليك في يومٍ ما، لقد تركتُ كل شيء واضحًا منذ البداية، وأنا لن أعود… لذلك، أقضِي الليلة هنا واستعد جيدًا للمغادرة غدًا صباحًا وانسَ العنوان الذي تعرفه الآن، واترك كل شيء يتعلق بك في القاهرة… وتناسى أنك قابلت فتاة تدعى أيلين، احذف اسمي من ذاكرتك نهائيًا…”