لـيلة الدخلـة (الجزء السادس)
عندما تحققت من الشخص الذي كان في الزاوية، اكتشفت أنها أختي شيماء. وفي تلك اللحظة، شيماء كانت جالسة بثبات ولا تبكي ولا تعبّر عن أي شيء. سرعت إليها وطلبت المساعدة منها.
وقلت لها، “الحقيني يا شيماء، شوفتي عملوا إيه في هند يا شيماء؟ هي هند شرفها راحت كده خلاص؟” وبالرغم من أني كنت أطرح الأسئلة على شيماء، إلا أنها كانت صامتة ولا ترد ولا تبكي. لاحظت أنها لا تعبّر عن أي ردة فعل تجاه ما حدث لهند ولا تنظر إلى جسمها المتضرّج. بدا وكأنها تمثال من الشمع فاقد للحسّ ولا يعطي أي ردة فعل لما يحدث من حولها.
على الرغم من ذلك، استمررت في تكرار الأسئلة وحثها على الرد، حيث كنت في حالة هلع وخوف شديد. واستمررت في تكرار الأسئلة والقول، “ردي عليا، هما المجرمين راحوا فين؟ طيب هما ممكن يرجعوا تاني؟ وليه عملوا في هند كده؟” وبعد التأكيد المستمر، لاحظت أن شيماء تنظر إليّ وتتشاور في شيء ما بين يديها.
ثم قالت لي، “متخافيش يا داليا، هند أتعذت للأسف، لكن… ذهبية بعتتلنا التعبان بتاعها عشان ينقذنا”. فسألتها بدهشة، “فين التعبان ده؟” ومدت لي شيماء يدها وأشارت إلى وشم على هيئة ثعبان في يدها. وعندما نظرت إلى يدينا، أدركت أن لدينا الجميع نفس الوشم في نفس المنطقة.
فسألتها بدهشة، “إيه الوشم ده يا شيماء؟ وأشمعنى تعبان يعني؟”