لـيلة الدخلـة (الجزء السابع)

فأجابتني شيماء قائلة: “عشان التعبان اللي هناك هو اللي أنقذنا”. لذا نظرت نحو آخر الكوخ ووجدت حقًا التعبان هناك. اقتربت منه لأراه بشكل أفضل، لكن عندما اقتربت، تحول التعبان إلى ذهب.

فسألتها بدهشة: “هل هذا التعبان أصبح ذهبًا؟” أجابت شيماء وهي تلتقط التعبان من الأرض قائلة: “نعم، تحول إلى ذهب بعدما أنقذنا من المجرمين”. بعد سماع كلامها الغريب، سألتها بعدم فهمي: “ماذا تعني؟ ومن هي ذهبية؟ التي بعثت بالتعبان لإنقاذنا؟ وكيف أنقذتنا؟”.

لكن شيماء تجاهلت أسئلتي ولم تجب عليها. وبعد لحظة، قالت لي: “اسمعي ما سأقوله لك جيدًا” وبدأت توجه لي بالتعليمات. قالت لي: “هي صحيح، ذهبية وصلت متأخرة، وهند أصيبت، لكننا بخير ولم يحدث لنا شيء. لذا تجاهلي ما حدث هنا ولا تذكري لأي شخص ما حدث ومن سألنا عن هند أو عن الجروح التي تحملها جسدها، سنقول إنها تعرضت لبعض الكدمات في الغيط ونهشوا جسدها”.

ثم استدارت شيماء نحو هند وقالت لها: “حاولي الاعتماد علينا وتعالي، لنسير بعيدًا من هنا”. فقد استندت هند علينا وقمنا بالسير.

فعندما وصلنا إلى المنزل، ذهبنا إلى غرفتنا. لم نذكر أي شيء عن ما حدث لأحد، وشيماء أخذت الثعبان الذهبي وأخفته في مكان سري. لم تخبرني أين أخفته بالضبط، وبعد أن خف الثعبان، قالت لي أن أحاول العيش والتصرف بشكل طبيعي.

حقًا، حاولت نسيان ما حدث كما أمرتني شيماء، لكنني لم أستطع. بدأت أتبنى موقفًا عدائيًا وانطباعًا سيئًا عن جميع الرجال. كنت أتخيلهم دائمًا كوحوش مليئة بالقسوة والوحشية. أما شيماء، فتغيرت تمامًا منذ الحادثة، لم تعد تتحدث مع أي شخص ولا تضحك ولا تحكي لي قصصًا مثلما كانت تفعل في السابق. ولم تقم بأي شيء آخر سوى البقاء صامتة طوال النهار.

كانت تلك الفترة صعبة بالنسبة لي، فكنت أحاول التعامل مع الخوف والصدمة التي عانيتها. كنت أشعر بالتوتر والشك وأصبحت عندما أشاهد أي رجل في الشارع أشعر بالخوف والاشمئزاز. كنت أعيش في حالة من العزلة والعدم الثقة.

ولكن مع مرور الوقت، بدأت أدرك أن ليس جميع الرجال هم كما تخيلتهم. فقد بدأت بلقاء أشخاص جيدين ومحترمين يساعدونني في تغيير نظرتي السلبية. وعلى الرغم من صعوبة تجاوز تلك التجربة، بدأت أتعلم كيفية التعامل مع الأحداث الصعبة وتجاوزها بالشكل الأفضل.

وبالنسبة لشيماء، فقد استمرت في التغير على مر الزمن، ولكن مع الدعم والحب المستمر، بدأت تعود تدريجيًا إلى طبيعتها وتستعيد الابتسامة والحكايات الجميلة.

شـاهد الجزء الثامن من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى