لـيلة الدخلـة (الجزء التاسع)
وجدتني أدخل غرفة هند حيث لا تخرج منها، وعندما رأيتها، صدمتني بصورتها. تعرضت هند لما تعرضت له شيماء، وأيضًا ظهرت عليها علامات التقدم في العمر. بدت كأنها امرأة كبيرة في السن، وكان من الصعب تصديق أن عمرها لا يتجاوز الـ ١١ أو ١٢ سنة. كنت في حالة ارتباك ولم أفهم ما حدث لهما. في الواقع، تركت هند وذهبت لأخبر شيماء عن مصيبة هند لتعلم أنها ليست وحدها في هذه التغييرات المروعة في الشكل والمظهر. وبعد أن أخبرت شيماء،
بدأت تبكي بشدة. حاولت تهدئتها وطلبت منها أن نخرج للتنزه قليلاً، لكنها رفضت واستمرت في البكاء قائلة إنها لا تستطيع الخروج للشارع مرة أخرى بسبب تغير مظهرها وخوفها من سخرية الناس منها. كانت تعتبرها صعبة عليّ. لذا ذهبت إلى والدتي واقترحت أن نأخذ شيماء لزيارة شيخ ليشفيها، ولكن والدتي رفضت بغضب وقالت إنها بحاجة إلى شيخ وليس طبيب، وأشارت إلى أن شيماء مجرد تأثير ملبوس وليس هناك مشكلة صحية. نظرت إلى والدتي وكنت أرغب في أن أخبرها عن الشباب الذين اعتدوا علينا لتدرك أن أختي تخاف من ذلك الوقت وقد تحتاج إلى طبيب.
وقد رجعت وجدت أمي في المنزل مع شيخ متخصص في علاج السحر والأعمال الروحانية. عندما دخل الشيخ، قام بوضع يده على رقبته كأنه يتخنق ويجتاحه نوبة خنق، وعلى الرغم من ذلك، استمر في التحمل ودخل غرفة شيماء. بدأ يتلون عبارات غير مفهومة ويرفع صوته أحيانًا ويتوقف أحيانًا ويصرخ في بعض الأحيان ويتحدث مع شيماء. في تلك اللحظة، بدأت شيماء تنتفخ حتى سقطت وفقدت الوعي. عندما استدعينا الطبيب وأجرى لها الأشعة والفحوصات، اكتشفنا أنها مصابة بشلل مشابه. تعلمنا أن الشيخ الذي جاء لنا لم يكن طبيبًا حقيقيًا.
على الرغم من ذلك، استمرت شيماء في حالتها لسنوات طويلة، وظلت أمي تعتني بها، ولم يكن هناك علاج فعال. في يوم ما، أخبرتني صديقتي في المدرسة أنه يوجد طبيب ممتاز في المدينة يعالج حالات الشلل المشابهة لحالة شيماء. قلت لها أنني أتمنى أن تتحسن حالة أختي، ولكن ذكرت أن الطبيب يطلب رسومًا عالية جدًا. أقترحت صديقتي علينا زيارة عيادته بعد المدرسة لمعرفة تكلفة الفحص. خرجنا من المدرسة وذهبنا إلى العيادة، وبمجرد وصولنا هناك، بدأنا في البحث عن الممرضة المسؤولة عن الاستقبال ولكننا لم نجد أحدًا. ناديت وسألت عن الممرضة ولم تظهر. لكن عندما التقطت النظرة إلى الدكتور، لاحظت أنه خرج من غرفة الكشف.