لـيلة الدخلـة (الجزء العاشر)
عندما قابلت الدكتور في العيادة، وجدته يبتسم ويستقبلني بكل ترحاب. سألني عن الخدمة التي أحتاجها، فأخبرته أنني أرغب في معرفة تكلفة الكشف لدى الدكتور. فأجابني بابتسامة وقال إن الكشف مجاني، ولكنه سأل عن المريضة التي يجب أن يشاهدها. أخبرته أن شقيقتي في حالة سيئة وأنه يجب عليه أن يراها بنفسه. بدأ الدكتور في ارتداء ملابس العمل وقال لي إنه سيأتي معي. دخل الدكتور السيارة معي وانطلقنا إلى منزلنا.
وصلنا ودخل الدكتور ليفحص شيماء. قام بفحصها بعناية، مسك يديها وضغط عليها، وفحص كل جزء من جسدها. بعد انتهاء الفحص، وقف الدكتور في وسطنا وأعلن أنه سيقوم بعلاج شيماء مجانًا، حيث يعمل في دراسات عليا وستساعد حالتها في بحثه. فرحنا جميعًا بخبر الدكتور وبدأ العلاج الفعلي. زار الدكتور منزلنا يوميًا لمتابعة حالة شيماء.
لاحظت أنه كلما دخل غرفتها، كان يغلق الباب ويبقى لوحده معها لمدة ساعة تمامًا، ورفض دخول أي شخص آخر إلى الغرفة خلال تلك الفترة. كانت هذه الساعة غامضة بالنسبة لي، وللأسف، لم أعرف ماذا يفعل الدكتور مع شيماء في تلك الفترة.
وتوالت الأيام، حيث استمر الدكتور في زياراته المتكررة لمدة أسبوع. وبعد هذا الأسبوع، تلقينا اتصالًا من الدكتور يخبرنا أنه سيأتي اليوم ويطلب وجود والدي لأمر هام. لذلك، انتظرنا وصول الدكتور وعندما رأى والدي، سأله إذا كان هناك شيء مهم. رد الدكتور بأنه هناك أمر لا يمكن توقعه. كنا جميعًا متشوقين ونرغب في معرفة ما الذي سيقوله الدكتور وإذا كان هناك أمل في شفاء شيماء. جلسنا، أنا ووالدتي، مع والدي والدكتور هاني. وفي هذه اللحظة، سأل والدي الدكتور بقلق عما إذا كان هناك أمل في تحسن حالة شيماء وعودتها إلى الحالة السابقة. وبكل خجل، أجاب الدكتور هاني بأنه بإذن الله هناك أمل وأن شيماء ستتحسن وتعود بشكل أفضل من السابق. استجاب والدي بسؤال حول ما يعنيه ذلك، وسأل إذا كان يقصد أن يأخذها للمستشفى. فابتسم الدكتور هاني وأجاب قائلاً: “لا، ليس المستشفى. أعني أنني بحاجة إلى متابعتها بشكل دقيق على مدار اليوم والليل”. أثار هذا رد الدكتور استغراب والدي الذي سأل إنه لم يفهم، وإن كان يقصد أنه يرغب في أن يكون شيماء تحت رعايته في المستشفى. ابتسم الدكتور هاني وأجاب قائلاً: “لا، ليس المستشفى. أنا أرغب في متابعتها بشكل يومي ودقيق في حياتها بشكل كامل”.