لـيلة الدخلـة (الجزء الثاني عشر)

والحمد لله، استكملت عيادتي التي كنت أجهزها في شرم الشيخ. سأعيش وأعمل هناك بمجرد أن نُكتب الكتاب. سأأخذ شيماء وداليا ونسافر فورًا. ردت والدتي قائلة: “يا لهوي، أيعني بناتي سيتركونني ويسافرون؟” رد الدكتور هاني قائلاً: “عندما تتعافى شيماء، سأدعوكم أنتِ وحماتي ودعاء لدينا في شرم الشيخ”. ابتسم والدي وقال: “على خير، يا بني”. وفعلاً، اشترى الدكتور هاني الشبكة ودفع مهر شيماء. وبعد يومين بالضبط، قام بكتابة الكتابة عليها. ثم اصطحبني أنا وشيماء في سيارته وانطلقنا، ودعنا والدي ودعاء ووالدة داليا ونحن متجهون إلى شرم الشيخ.

بعد أن اتصل بهاتفه، أصبح هاني غاضبًا قليلاً من المتصل. كان من الواضح أنه استمع إلى أخبار تثقل كاهله. عند انتهاء المكالمة، قال لي: “آسف يا داليا، لن نتمكن من السفر إلى شرم الشيخ الآن. فقد أبلغني العمال الذين أرسلتهم لتنظيف الشقة أنها ممتلئة بالمياه. يبدو أنني نسيت ترك الحنفيات مفتوحة عندما كنت هناك. على أي حال، سنذهب الآن إلى منزل العائلة لنرى ماذا سنفعل.” رديت بخجل قائلة: “لا مشكلة، سنجد حلاً.” وبالفعل، خرجنا مع الدكتور هاني في السيارة. في الطريق، بدأت أفكر في مستقبل غامض ينتظر شقيقتي. بصراحة، كنت متسائلة بشأن هذا الزواج الغريب… وليس فقط الزواج، بل الحالة بأكملها كانت غريبة بالنسبة لي. وكنت أتساءل في نفسي: ماذا سيحدث؟

كيف يمكن لطبيبٍ شابٍ، ذو مستقبلٍ واعد، أن يتزوج فتاةً مصابة بمرضٍ مزمنٍ؟ ومع ضعف الأمل في شفائها، ما هو الحب الذي شعر به الدكتور هاني تجاه شيماء؟ هل قابلها مؤخرًا؟ فقد رأيتها قبل أسبوع فقط. أعاتب نفسي وأسأل: لماذا أقوم بتجاهل نعمة وجود أختي؟ بدلاً من أن أفرح بها؟ في تلك اللحظة، سمعت الدكتور هاني وهو يسألني: “هل ترى شيماء سعيدة؟” نظرت إلى الخلف حيث كانت شيماء نائمة في المقعد الخلفي للسيارة وأهز رأسي قائلة: “آمل أنها تشعر بما يحدث وتكون سعيدة حقًا.” رد الدكتور هاني قائلاً: “أعدك أنني سأبذل قصارى جهدي لجعلها سعيدة.” بقي الكلام صامتًا بيننا بينما استمر الدكتور هاني في القيادة لفترة طويلة حتى وصلنا إلى منزل العريس. وعندما توقف الدكتور هاني السيارة، نزل وقال لي: “تعالي، وصلنا.” كنت أعتقد أنني سأساعده في نزل أختي، ولكن… فوجئت بعدد من الأشخاص يساعدون في نزل شيماء من السيارة، ومن وجوههم الباهتة كان من الواضح أنهم خدم الدكتور هاني في منزله. عندما انتهينا من إنزالها ووضعها في غرفتها، تواجدت امرأة مسنة غاضبة ودخلت علينا. كانت صغيرة في العمر و…

شـاهد الجزء الثالث عشر من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى