لـيلة الدخلـة (الجزء الرابع عشر)
بعد أن لم تستطع صافيناز الاعتراض، غادرتنا ورحلت. وبعد رحيلها، أخيراً استطعت التحدث أنا. ووجهت كلامي إلى الأب، قائلة: “بالمناسبة، وجودنا هنا سيكون مؤقتًا حتى يتم تجهيز شقة الدكتور هاني في شرم الشيخ، وسنسافر فوراً.” اقترب الأب مني وقال: “لا مفر من ذلك، أنتم لن تغادروا هذا المكان مرة أخرى.” وحسم الأب الأمر بهذا الكلام، كأنه أصدر أمرًا. وبعدما غادرنا ورحل، سألت الدكتور هاني قائلة: “هل سنبقى هنا حقًا؟” فأجاب الدكتور هاني قائلاً: “يبدو أننا سنطيع أوامر الأب وسنبقى هنا لبعض الوقت.” فسألته: “لماذا؟” فأجاب قائلاً: “لأن والدتي مريضة، وقد علمت قبل قليل أن حالتها تدهورت.” سألته مرة أخرى بفضول قائلة: “هل تلك المرأة التي كانت هنا قبل قليل هي أمك؟” ابتسم الدكتور هاني وقال: “لا، إنها زوجة والدي.” ثم سألته بشكل فضولي: “هل والدتك تعيش هنا في هذا المنزل؟” أجاب بحزن قائلاً: “نعم، أمي تعيش هنا.” سألته بالدهشة: “وكيف يعيش والدكما معًا في منزل واحد وهي ضرتها؟” هز رأسه بأسف وقال: “أعلم أن صافيناز لن تقبل بالأمر، لكن والدتي مريضة وتحتاج رعايتي.” قال لي: “اتركي الحديث وتعالي أريكي غرفتك.” فنظرت إلى شيماء وقلت له: “ألن نترك شيماء وحدها؟” ابتسم وقال: “لا، لن ننسى شيماء ولديها مسؤوليتها.”
لأن هناك في الممر اثنين من الممرضات، وأنا متواجدة معهما، فقال لي هاني: “دعينا نرى عملنا وتفضلي لترتاحي.” وفعلاً، أخذني هاني إلى غرفتي حيث أنام فيها. وبمجرد دخولي الغرفة، رميت حقيبة ملابسي على الأرض واستلقيت على السرير. وعلى الرغم من التعب الذي أشعر به ورغبتي في النوم، إلا أنني لم أتمكن من الاسترخاء بسبب تغيير مكان نومي. فقمت وخرجت من غرفتي، وقررت أن أذهب لأرى شيماء. وأثناء سيري في الاتجاه الذي يؤدي إلى غرفة شيماء، لاحظت غرفة في الممر وكانت مضاءة بشكل خافت، وكان بابها مفتوحًا. ورأيت على السرير شخصًا نائمًا، وكان واضحًا أن المرأة في حالة مرضية خطيرة. في البداية، اعتقدت أنها غرفة شيماء أختي، ولكن عندما شغلت الضوء، اتضح أنها شابة أخرى وأيضًا مريضة. فبدأت أسأل نفسي، قائلة: “من هذه الشابة؟ قد تكون والدة الدكتور هاني؟ لا، ليس والدته، فمن هي؟” وأثناء تفكيري، دخلت خادمة إلى الغرفة التي كنت فيها، وأنا داخل غرفة المرأة المريضة. فتحدثت مع الخادمة وقلت: “يبدو أنني ارتبكت بشأن الغرف، أين غرفة شيماء أختي؟” فأجابت قائلة: “غرفة شيماء هي أول غرفة، أختك.”