لـيلة الدخلـة (الجزء الخامس عشر)
وجدت السيدة نيرة نائمة في الغرفة المجاورة، فسألت الخادمة قائلة: “هل هذه السيدة هي والدة الدكتور هاني؟” فأجابت الخادمة قائلة: “نعم، إنها والدته بالفعل”. استغربت من هذا الأمر وخرجت من الغرفة، ثم ذهبت إلى غرفة شيماء. وأثناء ذهابي، كنت أفكر في نفسي وأقول: “كيف يمكن أن تكون هذه السيدة والدة الدكتور هاني؟ فهي تبدو أصغر سنًا بكثير منه. ربما تكون قريبة له، ولكنه يعتبرها والدته؟” أكدت الخادمة المعلومة وقالت لي: “نعم، السيدة نيرة النائمة هي والدة الدكتور هاني بالفعل”. استغربت وخرجت من الغرفة، ثم ذهبت إلى غرفة شيماء. ولكن قبل أن أصل إلى غرفة أختي، سمعت صوت صراخ ينبعث من داخلها. ركزت على الصوت وأدركت أنه صوت شيماء. هرعت إلى أختي وحاولت فتح الباب، لكنه كان مقفولًا من الداخل وصوت شيماء كان يزداد عاليًا. بدأت أطرق الباب بقوة وأنا أهزه بكل قوتي، ولكن لم يأتِ أحد ليفتح الباب. استمريت في الصراخ، وفي النهاية، فُتح الباب، وكانت المفاجأة أن الدكتور هاني كان يفتح الباب من الداخل، وعندما رآني
لقد وضع الدكتور هاني يده على الباب لمنعني من الدخول، ثم سألني قائلاً: “هل هناك شيء يا داليا؟” في تلك اللحظة، أدركت أن العريس كان يحاول أن يستمتع بوقته مع عروسته. ولكن كيف يمكن أن يفعل ذلك؟ أختي مريضة، والدكتور يعلم ذلك جيدًا. وجدت نفسي أزح يده التي كان يحتجز بها الباب لأدخل وأتأكد من أختي. وعندما دخلت، شاهدت شيماء، أختي، وهي في حالة من الذعر وعينيها تناشدني بالمساعدة، كما لو كانت تستغيث. سألت هاني قائلة: “ما الذي يحدث؟” فرد علي بغضب قائلاً: “ماذا تتحدثين عنه؟ لماذا تتجسسين على غرفة أختك وزوجها وهما نائمان؟” غضبت من جرأته وكنت على وشك أن أشتبك معه، لكن في ذلك الوقت، شافيناز قدمت وسألت مستهزئة: “ما الذي يحدث؟ لماذا لا يمكننا النوم؟” فسكتت ولم أرد، وجدت هاني يتحدث معي بنبرة الأمر ويقول: “ارجعي إلى غرفتك يا داليا” نظرت إلى أختي المريضة التي كانت ترجوني ألا أتركها، ثم قلت لصافيناز بسخرية: “لا أرغب في العودة إلى غرفتي الآن، أرغب في أن أبقى مع أختي قليلاً”. ردت صافيناز بسخرية قائلة: “هل يمكننا أن تأخذها لتنام بينكم؟ ربما تخاف من النوم بمفردها”.