لـيلة الدخلـة (الجزء السابع عشر)
كنتُ مذهولة للغاية حينما فتحت الباب بسرعة واكتشفت أمرًا غير متوقع. إذا، من كان يكون إلى جانب شيماء؟
تذكرت أن شيماء، أختي، مريضة ومصابة بالشلل، وبالتالي من المفترض أنها تفتقد الإحساس بالألم والقدرة على الصراخ. لذا، ما سبب صراخها المرتفع ووجود جوزها في غرفتها؟
وجدت نفسي في حيرة بالغة، محاولة فهم ما يحدث أمام عيني. نظرت إلى شيماء، وكانت نظراتها تناشدني قائلة: “أبقِ معي، لا تتركيني وحيدة”.
لماذا يمنع هاني، زوج شيماء، دخول الغرفة بإصرار شديد؟ لقد ضربني بقوة ليجبرني على الابتعاد والعودة إلى غرفتي.
تسائلت في ذهني بكثير من الأسئلة والاستفهامات. لماذا كانت شيماء تصرخ برغم حالتها؟ ولماذا كانت نظراتها تستنجد بي؟ ولماذا يمنع هاني بشكل قاطع دخولي إلى غرفتهما؟
تفاجأت بمشهد صادم ومرعب حينما دخلت الغرفة. شاهدت شيماء، أختي، وفتاة أخرى نائمتين على سرير واحد ويبدو أنهما تصرخان بشدة. لكن المشهد الأكثر رعبًا هو وجود حماها، والد هاني، وهو عارٍ تمامًا، واقف أمام السرير.
كان المشهد مروّعًا ومقززًا، لم أستطع تصور ما يحدث. وما أثار دهشتي أكثر هو أن الفتاة الموجودة بجانب شيماء هي هند، صديقتنا المقربة. ولاحظت وجود رجل آخر غريب واقف في الحجرة نفسها، وكان يحمل صينية زجاجية كبيرة مليئة بسائل غريب.
لافت للنظر أن الرجل الغريب كان يرتدي ملابس واقية، وكانت تنبعث منه رائحة محترقة. كنتُ مشدوهة ولم أكن أدرك ما يحدث حقًا. كانت المشاهد التي رأيتها تثير العديد من الأسئلة والشكوك في ذهني، وأشعر بالرغبة في الكشف عن الحقيقة وراء هذا المشهد المروع.
فجأة، شاهدت الرجل الغريب يرمي نقطًا من تلك المياه الغريبة على سرير شيماء وهند. كانت هذه الرشات الماء هي التي تسببت في صراخهما المستمر. رأيت كيف أن تلك القطرات الماء تتساقط عليهما كماء نار، وهذا ما جعلهما يعانيان ويصرخان بشدة.
بالرغم من ذلك، لم يكن اهتمامي في تلك اللحظة بالرجل الغريب. بالنسبة لي، كان الأهم هو حماية شيماء وهند من هذا الاعتداء المروع. بسرعة، انقضيت على حما شيماء بكل قوتي، وحاولت الهجوم عليه والتنكيل به بأظافري. ولكن للأسف، فشلت جميع محاولاتي في إيقافه.
حماها لم يتحرك من مكانه، وبالمثل لم يلتفت إليّ أبدًا. كان مشغولًا بمهمته الخاصة، ولوحظت أن الرجل الغريب يحاول منعني من إيذاء حماها. لكنه كان يستخدم يده الواحدة فقط، واليد الأخرى كانت لا تزال تحمل تلك البولة الزجاجية.