لـيلة الدخلـة (الجزء العشرون)
بعد بيعنا الحلقان والخواتم، طلبت شيماء منا أن نتجه إلى شاطئ البحر. بعد أن استكملنا وجبتنا في مطعم متواضع، قضينا بقية النهار في استكشاف شوارع الإسكندرية، وعندما حل الليل، أصبحنا شديدي التعب.
قررنا البحث عن فندق للإقامة، وكان من السهل علي أن أجد غرفة نظرًا لحملي لبطاقة شخصية. ولكن الأمر كان صعبًا بالنسبة لشيماء وهند. قررنا أن نتوجه إلى البحر للاسترخاء وانتظار حل لمشكلتنا، فركبنا سيارة أجرة وقلنا للسائق، “أرجو أن تقودنا إلى شاطئ نظيف يناسب السباحة، ويفضل أن يكون هناك مكان للإقامة.”
عبّرت هند عن رغبتها بالنوم على الشاطئ أيضًا. فقالت للسائق، “نرجو أن يكون الشاطئ مناسبًا للنوم أيضًا.” أجاب السائق بتفهم وقال لنا، “أها، فأنتم بنات (مصلحة)، حسنًا، اركبوا فقط وسأقودكم.”
أثناء الرحلة، كنت غاضبة بعد سماع كلام السائق الذي افتهمناه بشكل خاطئ وتحدث عنا بطريقة غير لائقة. ألقيت باللوم على شيماء وهند وقلت لهما، “أنتما السبب في هذا الموقف!”
ردت شيماء بغضب وقالت، “اهدأي، يا بنت، دعنا نفكر ونبحث عن حل. لا داعي للانتقادات المتبادلة.”
غضبت بسبب تصرفات السائق والكلمات السيئة التي قالها، وأخبرت شيماء، “أنت السبب في موقفنا الحالي. لقد اتبعناك وتوجهنا بالاتجاه الذي اقترحته، ولكن النتيجة كانت سيئة جدًا.”
حتى السائقون العابرون توجهوا لنا بتعليقات مهينة واستهزاء، مشيرين إلى أننا “بنات مصلحة”. رد السائق بعدم فهمه لكلماتي المسيئة وسألني، “من تتحدثين عنهم بالضبط؟” فأجبت بغضب وقلت، “أقصد الأشخاص الذين أعنيهم، اهدأ يا حمادة.”
ابتسم السائق وقال لي، “أتعرفين اسمي حتى؟” سألته هند قائلة، “أنت اسمك حمادة؟” فأجاب قائلاً، “لا، اسمي محمد، لكن أمي تدلعني وتناديني حمادة.” سخرت وقلت، “محمااا هل تقصد محمد؟” فأجاب السائق، “نعم.” رديت بتهكم وقلت، “لماذا لا تسمونك محمد، أليس من السهل نطق الدالة؟” فأجاب محمااا.
ثم قال السائق، “نحن أشخاص مشغولون ولا نملك الوقت للكلام الطويل، يا عروسة.” فردت شيماء قائلة، “حسنًا، انظر أمامك يا محمااا ولا تضيع الوقت، بلغنا البحر كما قلنا لك.” فأجاب محمااا قائلاً، “لدي حلاً لمشكلتكم.” رديت عليه بغضب مرة أخرى وقلت، “وأنت من أنت؟ يا حشري المتطفل، لماذا تتدخل في أمورنا؟” فأجاب السائق بصوت مهدئ، “لك حقٌ عليَّ، كنت أرغب في مساعدتكم وأنا أود أن أوصلكم إلى مكان تبيتوا فيه دون الحاجة للبطاقات أو أي شيء آخر.” ردت شيماء وسألته،