لـيلة الدخلـة (الجزء الرابع والعشرون)
ثم ذهبت إلى المنزل حاملة السمكة في يدي. ولكن قابلني محما على السلم ورأى الطعام في يدي وسألني: “أشم رائحة السمك، صحيح؟” رديت بغضب قائلة: “لا، هذا ليس سمكًا، وحتى لو كان سمكًا فأنت لست مهتمًا، لماذا لا تتوقف عن التطفل في كل شيء؟” ثم ابتسم محما وقال لي: “حسنًا، فمن خلق هذا الطعام الذي بيدي؟” أغضبت من اندفاعه ودفعته بقوة فانزلق على السلم، وسقط السمك من يدي على الأرض. ساعدني محما وأخذ السمك وعندما قمت من الأرض، اسرعت على السلم ودخلت إلى شقتنا، وبعد أن أغلقت الباب أمام وجه محما، دخلت إلى المطبخ مع السمكة.
جلست على الطاولة وفتحت السمكة، ووضعت السم داخلها بأكمله. ثم ذهبت إلى طاولة الطعام ووضعت السمكة في طبق التقديم، والسمكة المسمومة وضعتها في طبق منفصل. سرعان ما استدعيت هند وقلت لها: “تعالي يا هند واجربي السمكة المُبطَّرَخة.” جلست هند معي على الطاولة وبدأنا نأكل من السمكة، حتى انتهينا منها تمامًا.
ثم أمسكت هند ببطنها وصرخت وبدأت تتلوى، ولم يمر وقت طويل حتى شعرت أنا أيضًا بألم في بطني وبدأت أصرخ مع هند، حتى وصلت شيماء أختي وهي تسمع صراخنا. في تلك اللحظة، حاولت أن أطمئنها وأقول لها: “أنا بخير يا شيماء، لا تقلقي.” ولكن شيماء كانت لا تستجيب وكانت مشغولة بجثتي وهند الملقاة على الأرض.
فهمت أنني ميتة. أنا حقًا ميتة؟ هل يمكن أن يحدث ذلك بسهولة؟ قبل أن أفكر في إجابة لأسئلتي، ظهر محما والجيران ودخلوا وكانوا يفحصون جثتي وجثة هند من كل جانب، وفي النهاية اتصل أحدهم بالإسعاف.
أبتعدت عن الجميع وجلست في الزاوية وظللت أشاهد ما يحدث بذهول. وبعد مرور الوقت، استسلمت شيماء للواقع ووافقت على اقتراح الجميع بأن يُدفن الميت. الدفن؟ ما هذا؟ ما الذي يحدث حقًا؟
حاولت أن أسأل شيماء وأقول لها: “ماذا يحدث يا شيماء؟” لكن شيماء لم تستجب وكانت منشغلة بجثتي وجثة هند. وفي ذلك الوقت، فهمت أنني قد توفيت، أنا في طريقي للدفن مع هند.