قـصة الطفلة (الجزء الأول)

كانت تعرف الطريق إلى السوق جيدًا عندما أرسلتها والدتها لشراء الفاكهة، وهي لا تزال طفلة صغيرة لم تتجاوز الـ 12 عامًا. كانت تمشي وتغني لنفسها في الطريق الفارغ الذي يفصل بين منزلها والسوق. اشترت الفواكه وحملت الأكياس وغادرت متجهة إلى منزلها. وفي طريقها، التقت برجل في الأربعينات يقف على رصيف الشارع، وقد نظر إليها لبضع دقائق قبل أن يقترب منها ويسألها إن كانت الأكياس ثقيلة عليها وإن كانت تحتاج مساعدة.

قبل أن ترد الطفلة، قد أخذ الرجل الأكياس منها. ثم سألها عن مكان منزلها فأشارت بيدها نحو نهاية الطريق المغلقة. سألها الرجل لماذا ترسلها والدتها إلى السوق وأين والدها. فأجابت الطفلة بأن والدها تركهم وتزوج امرأة أخرى.

ثم انعطف الرجل في درب ضيق، وقالت الطفلة بأنها لا تعرف هذا الدرب وأنه ليس طريقًا لبيتها. أجابها الرجل بأنه طريق مختصر سيقودهم بسرعة، ومرت الطفلة بين بيوت مهدمة غير مأهولة.

كان الرجل يحمل عصا ووقفها، وقال لها إنه سيضع الأكياس في منزله ثم سيرافقها إلى بيتها. توقفت الفتاة أمام بيت مهدم وسألته ببراءة إن كان يعيش فيه. أجاب الرجل بأنه نعم، وسألها إن كانت ترغب في رؤية بيته.

تبادلت الأفكار في ذهن الطفلة وكانت الفضول يشتد في داخلها. سارت خلف الرجل الذي مر بين جدران متهدمة حتى وصلوا إلى نهاية البيت. وهناك وجدت غرفة بابها مفتوحًا، فتح الرجل الباب وقال لها “انظري، أنا أعيش هنا”.

دخلت الطفلة الغرفة، ورأت طاولة وموقدًا ومقعدًا وملابس مبعثرة. قال الرجل لها أن تجلس، ولكنها سألته متذمرة بأن والدتها تنتظرها. فأجاب الرجل بأنه سيشرح لوالدتها سبب تأخرها.

جلست الطفلة على السرير، ثم أغلق الرجل الباب…

قالت الطفلة بخوف، ولكن والدتي ستضربني؟

أجاب الرجل بصوت طفولي، “اجلسي، لدي الكثير من المال وسأبحث عنه، لقد نسيت مكانه وسأعيده لوالدتك. أعلم أنكم تعيشون في شقاء.”

طلبت الطفلة بعض الوقت، فمد الرجل لها كوبًا من الماء وقال لها أن تشربه حيث الجو حار. شربت الطفلة من الكوب، لكنه كان مخدرًا فنامت.

عندما استيقظت، لم تجد أكياس التسوق، وكان الرجل يجلس بجوار السرير يحدق بها بعيون أكبر من عمرها بكثير. بدأت الطفلة تنبت كالوردة على قبر، فداخلها طفلة شهيدة.

شـاهد الجزء الثاني من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى