قـصة الطفلة (الجزء الثاني)

كانت الليلة مظلمة ورأس الفتاة يؤلمها. استيقظت بتوتر وسألت إن كان الليل قد حل. ضحك الرجل وطمأنها، قائلاً لا تقلقي، أخذت أنا بنفسي أكياس البقالة لوالدتك وسلمتها النقود التي تحدثت عنها.

ردت الفتاة قائلة إنها تريد أن تعود إلى المنزل. لكن الرجل رفض وقال لها إنها اتفقت مع والدتها أنها ستعيش معه وأنها ستعمل معه. وأضاف أن لديها إخوة كثر وأن والدتها لا تستطيع توفير احتياجاتهم. قال لها أنه سيرسل أجرتها لوالدتها.

تساءلت الفتاة عن المدرسة، فقال لها الرجل إنها لن تذهب للمدرسة مرة أخرى، وأن والدتها قالت إنها تجيد عمل المنزل ووصفتها بأنها فتاة ذكية. أجابت الفتاة بأنها بالفعل تعمل في المنزل، تقوم بالتنظيف والغسيل والمسح، وأن والدتها تحبها كثيراً.

ثنى الرجل وقام بتقبيل رأس الفتاة، مشياً على الأكتاف يعتبرها فتاة جيدة تساعد والدتها.

لكنها أعربت عن حبها للمدرسة أيضًا. فأجابها الرجل قائلاً إنه سيعلمها بنفسه ما لا تستطيع الكتب أن تمنحها، وأنه سيجعلها تتعلم.

بعد ربع ساعة، توقفت سيارة ربع نقل، طلب الرجل من الفتاة مساعدته بنقل أغراضه إلى السيارة. نصف ساعة وجدت نفسها متجمدة في صندوق السيارة الخلفي، والسيارة تتحرك في اتجاه معاكس لمنزلها.

متابعة البيوت والمحلات والأزقة والسوق، كانت تفكر في منزلها الذي لم تعد تراه. فكرت في والدتها التي تحبها كثيراً، وتساءلت كيف تخلى عنها بهذه السهولة؟

عندما شعرت والدتها بتأخرها، انقبض قلبها وشعرت بالقلق. خرجت للبحث عنها، لم تجدها في السوق، وساعدها الجيران في البحث في كل مكان ولكنهم لم يجدوها.

آخر من رأيها كان وهي تحمل أكياس البقالة وتعود إلى المنزل. لم تكن النواحي كافية، وكانت تحب ابنتها كثيرًا، هي التي تعبت لأجل إخوتها الصغار خلال غيابها.

عند عودتها من العمل متعبة، وجدت رانزا تقوم بجميع أعمال المنزل وتركتها نائمة.

كان وجع القلب يشبه العض بأظافر طويلة في جرح مفتوح، والحزن والألم لا يتوقفان.

توقفت السيارة، وسلم سائق السيارة أجرته. كانت رانزا مدينة لا تعرفها ولا تعرف وجوه أهلها. هناك كانت تحفظ شكل جيرانها.

هنا شعرت بالغربة والوحدة، والدتها كانت بعيدة الآن. انتظر الرجل حتى ابتعدت السيارة، ثم انتقلوا إلى سيارة أخرى. أخذهم إلى مكان بعيد.

استأجر الرجل منزلاً معزولاً خالياً من السكان، واعتقد صاحب المنزل أن الفتاة هي ابنته.

بدأ الرجل بنقل كل أغراضه إلى الداخل، وساعدته رانزا بقلق واضح. كانت لديها الكثير من الأسئلة: أين نحن؟ وماذا ستفعل؟ وكيف ستصل النقود لوالدتها؟ المسافة بعيدة جدًا؟

أجاب الرجل قائلاً: “انسي والدتك الآن، أنت لست طفلة بل فتاة كبيرة وذكية. ستساعديني وسأعلمك مهارات جديدة. سنجعل منك شخصاً قادراً على الاعتماد على نفسك.”

لكنها أعربت عن اشتياقها للمدرسة، وقال الرجل بثقة: “سأقوم بتعليمك بنفسي ما لا يمكن للكتب أن تعطيك. سأجعلك تتعلمين وتتطورين.”

بعد ذلك، توقفت السيارة وقدم الرجل مبلغًا من المال لسائق السيارة كأجرته. ثم قام الرجل بتحميل أغراضهم في سيارة أخرى وانطلقوا مجددًا.

وفي النهاية، استأجر الرجل منزلاً معزولاً وخاليًا من السكان. قاموا بنقل جميع الأغراض إلى داخل المنزل، وساعدت رانزا بحماس وقلق واضح. كانت لديها العديد من الأسئلة والاهتمامات حول مصيرها وعائلتها.

كان القلق يلتف حول قلبها، فقد فقدت والدتها، والغربة والوحدة تملأ حياتها الآن. كانت رانزا تتساءل عن المستقبل وكيف ستجد طريقها للعودة إلى والدتها وإلى حياتها السابقة، وتعهدت بالعمل بجد والتفوق في دراستها لتثبت للجميع أنها قوية ومستعدة لمواجهة التحديات التي تواجهها.

شـاهد الجزء الثالث من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى