قـصة الطفلة (الجزء الخامس)
قامت الأم ووالد رانزا بالانطلاق وتجوبهما في كل سيارة تمر على المنطقة، بحثًا عن أي أمل ضئيل. وقد أفاد أحد الأشخاص بأنه رأى رجلاً يقوم بنقل أثاث منزل صغير بصحبة فتاة إلى المحافظة التالية.
ارتفع الأمل في قلوب الرجال، وانطلقت عدة سيارات نحو المحافظة الأخرى، وصرّح قائد السيارة: “هنا بالضبط، أفصل الرجل أثاثه”. لم تكن فكرة والدة رانزا بعيدة، فقد علمت أن الرجل هو هنا.
لكن المدينة كانت كبيرة ولم يكن من السهولة العثور على رجل يرافقه طفلة يدعي أنها ابنته. عندما لاحظ أسامة السيارات التي تحمل الرجال، شعر بالقلق. كان من الواضح جدًا أنهم يبحثون عن شيء.
وكان يعرف شكل قائد السيارة الذي نقلهم إلى هنا. لذا، كانوا يقفون في مكان قريب، فإذا استمروا في البحث، فسيراهم. كانت رانزا تأكل نصف رغيف الخبز مشتتة على السرير عندما اقترب منها أسامة.
قال أسامة: “استمعي، رانزا، سأعيدك لوالدتك”. تهلل وجه رانزا وشعرت بأن روحها تعود إليها. قفزت من الفرح واحتضنت أسامة.
ثم قال لها: “عليكِ أن تكوني فتاة مطيعة وتستمعي لكلامي”. أجابت رانزا قائلة: “حاضرة”.
ثم سألها: “والدتك منحتك لي، هل تفهمين ذلك؟”. ردت رانزا بأنها لا تفهم.
فأجابها أسامة قائلاً: “لا عودة لوالدتك، عليكِ أن تكوني لي”. هزت رانزا رأسها بدون فهم، لكن كل ما يهمها هو أن تعود إلى والدتها.
وقالت: “أنا لا أفهم، لكن سأفعل ما تطلبه مني نظير عودتي لوالدتي”.
أمرها أسامة بأن تتوجه إلى السرير وأن تنام بجواره. انتشر الخوف في رانزا واستلقت بجوار أسامة على السرير الضيق، كان جسم أسامة نحيلًا يشغل ربع السرير وكانت تقترب من طوله تقريبًا. بدأ البحث عن رانزا في المنازل القديمة، حيث قامت فرق التفتيش بسؤال سكان المنازل عن فتاة صغيرة وكانوا يحملون معهم صورتها.
وكانت والدة رانزا تقود مجموعة البحث بسرعة وقلبها ينبض بشدة، تشعر أن ابنتها تتألم. واجهتهم منزل مهدم يبدو أنه لم يكن هناك أحد بداخله. عبرتهم فرقة البحث بدون اهتمام. رانزا لم تخرج من المنزل منذ وصولها، ولم يرها أحد أو يعرف عنها على الطريق.
كانت النتائج مخيبة للآمال جدًا، وعندما سمعوا الكلمة “لا”، بدأ الأمل في التلاشي. اجتمعت فرق البحث بعد ساعتين، وداهموا كل منازل المنطقة تقريبًا، لكن لم يجدوا أي دليل على رانزا.
مرة أخرى، اسودت الوجوه، وكان هناك امتعاض من عدم العثور على رانزا. حزنت والدة رانزا وبكت. قال والد رانزا: “سنرحل وسنبحث في مكان آخر”.
اعترضت والدة رانزا وقالت: “أشعر أنها قريبة، قلبي يخبرني بذلك”. أجابها والد رانزا: “قريبة جدًا”.
رغبعد أن توجهت الأم ووالد رانزا في جميع السيارات التي تمرّ عليها بحثًا عن أمل ضئيل، تلقوا معلومة من أحد الأشخاص الذي صرح أنه رأى رجلاً يقوم بنقل أثاث منزل صغير بصحبة فتاة إلى المحافظة التالية.
تزايد الأمل في قلوب الرجال، وانطلقت عدة سيارات نحو المحافظة الأخرى، وأكد قائد السيارة أن المكان المحدد هو هنا، حيث يتم فصل الرجل عن أثاثه. لم تكن فكرة والدة رانزا بعيدة، فقد علمت أن الرجل موجود هنا.
ومع ذلك، كانت المدينة كبيرة وصعبة التنقل، ولم يكن من السهولة العثور على رجل يرافقه طفلة ويدّعي أنها ابنته. عندما لاحظ أسامة السيارات التي تحمل الرجال، شعر بالقلق، فكان واضحًا أنهم يبحثون عن شيء.
وعرف أسامة شكل قائد السيارة الذي نقلهم إلى هنا، لذا قرروا الانتظار في مكان قريب، فإذا استمروا في البحث، فسيراهم. وفي تلك الأثناء، كانت رانزا تتناول نصف رغيف الخبز بشرود على السرير، عندما اقترب أسامة منها.
قال لها أسامة: “استمعي، رانزا، سأعيدك لوالدتك”. شعرت رانزا بالسعادة والاطمئنان، فقفزت من الفرح وعانقت أسامة.
ثم سألها: “هل تفهمين أن والدتك أعطتني السماح بالاحتفاظ بك؟” ردت رانزا قائلة: “لا أفهم”.
فأجاب أسامة: “لا عودة لوالدتك، عليكِ أن تكوني لي”. ورفضت رانزا فهم المعنى وأشارت برأسها بالرفض.
ثم قال لها: “ستكونين في رعايتي، رانزا”. كانت رانزا لا تفهم معنى ذلك، لكنها كانت مصممة على العودة إلى والدتها.
أجابت قائلة: “أنا لا أفهم، لكن سأفعل ما تطلبه مني من أجل العودة إلى والدتي”.
أمرها أسامة بالاستلقاء على السرير وأن تنام بجواره. تمددت رانزا بجوار أسامة على السرير الضيق، حيث كان جسم أسامة نحيفًا ويشغل جزءًا كبيرًا من السرير. بدأت فرق البحث بالتحقيق في المنازل القديمة، حيث قامت بسؤال سكان تلك المنازل عن وجود فتاة صغيرة، وكانوا يحملون صورتها معهم.
كانت والدة رانزا تقود فرق البحث بسرعة، وقلبها مشدود الأعصاب، إذ شعرت بأن ابنتها تعاني. وعندما واجهوا منزلاً مهدمًا، لم يكن هناك أحد داخله، فعبرت الفرقة دون اهتمام. فرانزا لم تغادر المنزل منذ وصولها، ولم يشاهدها أحد أو يعرف عنها على الطريق.
كانت النتائج مخيبة للآمال للغاية، وعندما سمعوا الردود السلبية “لا”، بدأ الأمل في التلاشي. اجتمعت فرق البحث بعد ساعتين، وداهموا جميع المنازل في المنطقة تقريبًا، لكن لم يجدوا أي أثر لرانزا.
ساد الإحباط وجوه الباحثين، وانخفضت حالة الأمل. قال والد رانزا: “سنغادر ونبحث في مكان آخر”.
ومع ذلك، اعترضت والدة رانزا وأكدت: “أشعر أنها قريبة، قلبي يخبرني بذلك”. فأجابهوالد رانزا قائلاً: “نعم، إنها قريبة جدًا”.
رغم أنهم بحثوا في كل مكان ولم يعثروا على رانزا، إلا أن والدة رانزا لم تستسلم، فكانت تشعر بأن ابنتها قريبة منها. وقرر والد رانزا الانتقال إلى مكان آخر للبحث.
تمسكت والدة رانزا بالأمل، وتأكدت من كل الرجال في الفرقة بأنهم قاموا بزيارة جميع المنازل في المنطقة. ولكن قلقها لم يتلاشَ، إذ لم يكن قلبها يصدق ما تسمعه أذنيها.
في نفس الوقت، كان أسامة يقبل رانزا على شفتيها، ولكن الطفلة لم تكن تفهم المعنى ولا تدرك أهمية الأمور التي تحدث.
وتركزت رانزا على العودة إلى منزلها، حيث والدتها وإخوتها، وتحت الشجرة التي كانت تجلس تحتها في أوقات الاستراحة. حاولت أن تشتت تفكيرها وعدم الانتباه إلى ما يحدث لها.
ومع ذلك، أصبحت نتائج البحث محبطة للغاية. وعندما استمعوا إلى إجابات الناس التي كانت تقول “لم أرها” أو “لا أعرفها”، انخفضت حالة الأمل.
ثم قال والد رانزا: “سنغادر هذا المكان وسنبحث في مكان آخر”.
وعلى الرغم من تعبها وحزنها، لم تستسلم والدة رانزا. كان قلبها يرفض تصور فكرة عدم عودة ابنتها إليها، واعتقدت بقوة أنها قريبة جدًا، حتى إذا كان الأمل يتلاشى، فإنها لن تستسلم.