قصة راعي الغنم
قال لها أنه يرغب في أن يتزوجها، وسألته عن مستواه الدراسي فأجابها بأنه يعمل راعياً للغنم. فسألته هل يوافق على أن تتزوج أختها راعي غنم، فأجاب بالإيجاب. فقالت له أنها ستبحث له عن شخص مناسب. ثم سألته عن مستوى تعليمه، فأجابت بأنها تعمل على إكمال دراستها والعمل في نفس الوقت. رحل ورحلت معه كل آماله.
ثم في يومٍ ما، أرادت أن تعمل، جلست تنتظر دورها. وفي ذلك الوقت دخل شخصٌ آخر، وجدت أمامها اسم مكتوب بمدادٍ ذهبيٍّ، السيد: فلان رئيس الشركة. لم تعرفه للحظة، ولكنه تعرف عليها عندما دخل المكتب. فقامت من مكانها احتراماً له، وأبتسم. كانت على هيئة شخصٍ صارمٍ تقريباً، ولكنها رحّبت به بابتسامة جميلة.
رحب بها قائلاً: “مرحباً بك، وبك سيدتي. ما الذي أتى بك إلى هنا؟” فأجابته قائلة: “لقمة العيش، سيدي.” طلب منها أن تعطيه ملفها، فقلبت الأوراق، ولكنه لم يكن ينظر إليها بشغف. وضع الملف على الطاولة وقال لها: “حسنًا، صدّقيني القول، هل تعرفينني؟” فأجابته قائلة: “لا، لم أتعرف عليك.” فقال لها: “لم أقل تعرفتي، بل هل تعرفينني؟” فاعتذرت وقالت: “عفواً، لم أنتبه. لكنني الآن أعرفك.” انتابها خوفٌ واضح، فقال لها: “لقد قبلتك أن تعملي معي، بشرط أن تكوني أمينة المكتب، السكرتيرة العامة.”
فأجابت بنعم وشكرًا له. قام بمصافحتها واستعد للخروج، وفي تلك الأثناء وصلت إلى الباب. قال لها: “شكراً جزيلاً لك يا فلانة”. نظرت إليه وسألته: “من أين لك أن تعرف اسمي؟” فرفع الملف من على الطاولة وقال: “من هذا!” ابتسمت من غباء نسيانها، وتذكرت لماذا قد حضرت هنا. فقال لها: “غدًا في تمام الثامنة تكونين هنا.” فأجابته بنعم وغادرت وهي تشعر بالحيرة. تعطلت كل أحاسيسها، ليس لأنها وجدت ترحابًا من صاحب الشركة، ولكن لأنها وجدت قبولًا لطلبها. كانت تعتبر هذه المؤسسة من أرقى المؤسسات، ومن يحظى بمنصب فيها فقد نجح في تحقيق أحد أهدافه الجميلة، وهو الاستقرار المادي. وضعت خدها على وسادتها وبدأت تحلم، ثم اغترفت في نوم عميق، فلا عجب فشغلها الشاغل الوظيفة. استيقظت في الصباح وأشعة الشمس تتسلل من خلال نافذة غرفتها. نظرت إلى جمال المنظر، ولكن تذكرت شيئًا. فما هو؟