قصة راعي الغنم (الجزء الرابع)

بعد مرور أسبوع، عادت إلى عملها معبّرة عن الأمل والسعادة. عادت ومعها فرحة وارتياح بوجود الرئيس. عادت ومعها تساؤلات لا تجد لها إجابات حقيقية، فهي مجرد تخمينات. ولكن مهما كانت، لا تهمها كثيرًا، فأهم شيء بالنسبة لها هو استعادة وتسديد ديونها. بالإضافة إلى أن المساعدة التي قدمها زملاؤها في الشركة جعلت حالتها وحالة عائلتها تتحسن. ذلك جعلها تنسى بعض مشاكلها. جلست على الكرسي الأحمر، ووجنتيها تحمرّان.

في ذلك الوقت وصل الرئيس بابتسامة ترحيبية. رحب بعودتها قائلاً: “حمدًا على سلامتك، شكرًا سيدتي”. فأجابته قائلة: “لا عليك، المهم أن حالة والدتي جيدة الآن وتدعو لك بالتوفيق. أُبلغها سلامي”. فقال لها: “سأفعل، سيدتي”. ثم دخلوا المكتب.

وبينما كانوا يدخلون، نادتها المساعدة قائلة: “سيدي، تفضل بقالب الحلوى الخاص بك”. فشكرته قائلة: “شكرًا لك، إنه تقدير لمجهوداتكم. لم أفعل شيئًا، فهذا واجبنا جميعًا”. فأجابها بابتسامة وقال: “لو كنتِ مكاني، لفعلتِ أكثر مما فعلته أنا”. فابتسمت وقالت: “وربما لا”. ثم تنهدت قليلاً. فسألها: “ما بك؟ هل هناك أمرٌ قلقك ولم أكن على علم به؟” فأجابته قائلة: “لا، سيدي، ليس هناك أمرٌ محدد. إنها مجرد ذكريات أرغب في نسيانها”. طلب منها أن تدخل المكتب، وعندئذ دخلت، نزع معطفه وأمرها بالجلوس، فجلست وأخذ يجلس أيضًا.

قال لها: “أنا أفهم ما تقولينه، ولكن لا داعي للقلق. لم أقصِر في تأديتي لواجباتي، ولم يفعل أحد مثل ما فعلته بالنسبة لي، ولن يفعل ذلك أحد في المستقبل. أخبرتك أنني لا أرغب في إزعاجك بمشاكلي، لذا فلا تجعلي الأمر يبدو كأنه شفقة تجاهي.”

اصرَّت وقالت: “انتظر لحظة، فقط دعني أنا لوحدي، ولا أرغب في أي اتصالات أو لقاءات. قل للجميع أنني غير متواجدة.” استغربت تصرُّفه وتساءلت كيف يمكنه ترك شؤون العمل من أجل الاستماع والاهتمام بمشاكلي.

بينما كانت تفكِّر بهذا، قال لها: “أنت أهم بكثير من أي أعمال يمكن لأي شخص آخر أن يقوم بها في الشركة. فإن خسارة المال يمكن تعويضها، ولكن خسارتك لا أستطيع تحمُّلها مرة أخرى، أبدًا.” استغربت من كلامه، كيف يمكنه أن يقول هذا دون أن يعرفها؟ ولماذا يبدي هذا القدر من الاهتمام بها من شخص في مكانته؟ أصبح ذلك لغزًا محيرًا.

حاولت أن تقاطعه مرة أخرى، قائلة: “لا تُفكِّر بذلك، كلامك لا يناسب الوضع الحالي. لنُكمِل قصتك التي لم تبدأ بعد.” فأجابت قائلة: “سيدي، كنتُ امرأة مدلَّلة ومغرورة في طبعي، وتغيَّرتُ. أصبحتُ أقل اعتناءً بالآخرين ولم أساعد أحدًا. وعندما واجهنا مشكلة، لم أجد أو بالأحرى، لم نجد أي شخص يُساعِدُنا، بسبب هذا السلوك الذي اكتسبته.”

شـاهد الجزء الخامس من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى