قصة راعي الغنم (الجزء الخامس)

قال: “ما حدث لكم حتى وصلتم إلى هذه الحالة؟ لا أعلم بالضبط. والدّي كان مدمن مقامرة وأفنى كل ما نملك، فأصبحنا نعاني من الفقر ونتسول للحصول على رغيف الخبز اليومي. حسنًا، لماذا لم تبحثي عن عمل في السابق؟”

أجابت: “لم أستطع أن أتقبل فكرة العمل مع الأشخاص الذين كانوا يعملون لدينا. كما قلت لك، كان لديّ الكبرياء والتكبر. تخرجت منذ أكثر من خمس سنوات ولم أفكر في العمل، لأن كل شيء كان متوفرًا آنذاك. حسنًا، هو حقًا ماضٍ تعيس جعلنا نعيش في الظلام والارتباك، وذلك من أجل المحافظة على كرامتنا المغتصبة أو ربما هو طبع تسبب في الشرور. على أي حال، يمكنك المضي قدمًا.”

ردّ عليها قائلًا: “لا تيأسي من الأمور، لأنك ربما كنتِ السهم القاتل الذي أعاد الحياة إلى أحدهم. لقد أعددتيه لهم بعودتك. ” أثار كلام رئيسها دهشتها، فقال كلامًا لا يقوله إلا شخصٌ فهم معنى الحياة وجعل الهموم تُعلِّمه وتُفهمه.

فعلاً، كان هو القدوة لكل من في المؤسسة. وبعد الظهر، استدعاها لتدخل عنده. قال لها: “سيدتي، أجلسي. سأخبرك بملخص حياتي لتجيبي على تساؤلاتك.”

بدأ في الحديث عن نشأته في عائلة ثرية، حيث كانوا يملكون مزرعة كبيرة. كان هناك ثلاثة إخوة، وكان والده ملتزمًا بالعفة وبمساعدة الآخرين. وفي إحدى المرات، ارتكبتُ فعلًا شنيعًا، حيث تعاملت بسوء مع أحد الرعاة. فعمل والدي كان أن يُحلِّ مكاني وأصبح الراعي، وذلك لأنني كنت أعتقد أنني أستحق هذا المكان بسبب ثروة والدي.

ومن ثم، أعجبتني إحدى الفتيات وكانت هي التي جعلتني أدرك ما كنت عليه. قمت بطلب السماح والتواضع وبدأت رحلة المثابرة حتى رضى والدي عني.

قاطعته بسؤال فضولي، قائلة: “من هي تلك الفتاة سيدي؟ وماذا قالت لك؟”

فأجاب قائلاً: “هي كانت كل شيء بالنسبة لي، وعلى الرغم من قسوتها، إلا أنها جعلتني أستفيق من واقعي السابق. ربما كانت الصدفة أو القدر يُريد مني أن أصبح أفضل. والآن، أبحث عنها، لأنها رحلت هي وعائلتها إلى مكان غير معروف. الآن أنتِ تعرفين ما كنتُ عليه وما أصبحتُ عليه الآن.”

بعد هذه الكلمات، عادت إلى منزلها مشعرةً بالدهشة والفضول، تسائلت عن سبب اهتمامه بسماع قصته وعن هوية تلك الفتاة.

شـاهد الجزء الأخير من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى