قصة راعي الغنم (الجزء الأخير)
عندئذ، رن هاتفها. أجابت بسرعة قائلة: “نعم، سيدي؟ ماذا؟ متى؟ حسنًا، لا بأس.” هرعت إلى والدتها وصرخت: “أمي، أمي، سيدي قادم إلى البيت للاطمئنان عليك.” تساءلت عن الإجراءات التي يجب اتخاذها وكيفية استقباله في منزلها المتواضع. “ماذا أفعل؟”، تساءلت بقلق.
بدأت في ترتيب كل ما يمكن ترتيبه وارتدت ابتسامة واسعة على وجهها. في ذلك الوقت، رن الهاتف مرة أخرى. أجابت قائلة: “نعم، سيدي؟ لا، لا بأس. أهلاً بك وسهلاً، يشرفنا أن تأتي في أي وقت. لا توجد مشكلة. ماذا؟ لا، سيدي، أهلاً بكم جميعًا.”
كانت سعيدة بشكل لا يمكن وصفه، والفرحة تغمرها. والدتها أتت معه ووالده وأفراد العائلة. تساءلت عن ما يجب عليها فعله. قال والدها: “بنيتي، اعلمي أنهم أشخاص يقدرون البساطة. اجعلي نفسك طبيعية. إن الخير الذي يحملونه في قلوبهم يجعلهم أكبر مما تتصورين.” أجابت وقالت: “حسنًا، أبي.” ثم ذهبت إلى سريرها البسيط وهي تشعر بالخوف من ما سيأتي.
عندما حلت الصباح وبزغت أشعة الشمس، نهضت وبدأت في ترتيب وتنظيف المنزل. قامت بتجهيز الطعام وجعلت كل شيء جميلًا ببساطتها وملمسها الفريد، حيث كأنها تنشر ألوان الأزهار البرية المختلطة برائحتها العطرة.
دق جرس الباب وهرولت لفتحه. قالت: “أهلاً بك، أبي وأمي، وأخي وأختي. أهلاً سيدي، وأهلاً بك أيضًا. تفضلوا، اجلسوا.”
نحن ممتنون لكم على قدومكم لمنزلنا، وهذا شرف كبير لنا. أختي ما شاء الله، إنها جميلة يا أمي.
والدتها سألت: “هل هي هي التي جعلتك فخرًا لي؟” أجابت الفتاة: “نعم، أمي. إنها واقفة أمامهم وكأنها صنم لا يفهم كلامهم، ولكنها تبتسم فقط.” بعد ذلك، دخل والدها وجلس أمام الضيوف وسلم عليهم. قالت الأم للفتاة: “أتذكرين عندما جاء راعي الأغنام لخطبتك؟ وقلتي له ما قلتيه؟” ردت الفتاة قائلة: “لا، لم أتعرف عليه، آسفة لم أتذكره.”
فأجابت الأم: “ألم تتذكرين أنه جاء وطلب يدك؟ وقلتِ له كلامًا معينًا؟” ثم تذكرت الفتاة وقالت: “نعم، أجل، تذكرت. قلت له تلك الكلمات. وما دخل هذا في موضوعنا؟”
فأجابت الأم: “هو رئيسك في العمل.” في ذلك الوقت، نظرت إليه ببراءة وقالت: “هل هذا صحيح؟” فأجاب: “نعم، هذا هو الحقيقة.” في تلك اللحظة، تذكرت الفتاة جميع الأوقات والمواقف والتعاملات. ثم طلبت منه السماح وأشكرته على تعلمها درسًا وأنها وجدت فيه قدوة.
لا أعلم ما إذا كانا تزوجا أم لا، ولكن الأكيد أن تلك الحروف أكملت ما تبقى من القصة.