قصة أمي رفضت زواجي (الجزء الأول)
في يوم زفافي، تعذّبت بغياب والدتي التي رفضت اختياري للزوجة وأصرت على أنها تريد أموالي فقط. كان ذلك اليوم من أصعب أيام حياتي، فقد تحوّلت فرحتي إلى حزن عميق. لكن السعادة التي أحسست بها هي وجود أبي في الحفل، رغم أنه تشاجر مع والدتي بسببي.
مرّ الحفل بمرّه وحلوه، أما زوجتي سلمى، فقد كانت فتاة جميلة وطيبة ولبقة، وكانت تعمل كأستاذة. لم تكن تعلم برفض والدتي لها، ففي الخطوبة، أخبرتها أن والدتي مريضة، وفي الزفاف، تجاهلنا الموضوع تمامًا.
ومع هذا، بدأت أعاملها بقسوة، فكلما رأيتها، تذكّرت ما حدث، وكانت تقوم بأعمال المنزل بعد يوم طويل من العمل، بالإضافة إلى الأوامر التي كنت أطلبها منها، ولكنها لم تشتكِ أبدًا، وهذا ما أثار غضبي أكثر.
لم أكن سعيدًا، ولم أفعل شيئًا لتجعلها سعيدة إلى جانبي. مضت سنتان على زواجنا، نادرًا ما ابتسمت لها، ونادرًا ما تعاملتها بلطف. لكنها استمرت في الصمود، ولم أكن أعلم سبب صبرها. وفجأة، جاء ذلك اليوم، كنت أجلس على الأريكة، أتصفح الهاتف، في انتظارها لتحضّر الطعام، فجاءت وجلست بجانبي وقالت: “أريد أن أتحدث معك”. ردّدت ببرود: “ماذا؟ ألم تحضّري الطعام بعد؟”
فأجابت: “أريد الطلاق، يا أحمد”. نظرت إليها بدهشة وأنا أفكر، بعد سنتين من الصمت وعدم الشكوى، لماذا الآن؟ بتردّد، قلت لها: “الكلام سهل، لكن التطبيق صعب، عزيزتي. هل تعتقدين أنني سأطلقك بهذه البساطة بعدما قمت ببذل قصارى جهدي من أجلك؟”
منذ أربعة أسابيع، قالت بابتسامة حزينة: “ليتك لم تفعل ذلك! على الرغم من كل ما فعلته، لم تُجعلني سعيدة، ولم أنجح في جعلك سعيدًا، لذا الطلاق يبدو الحل الأفضل.”