قصة أمي رفضت زواجي (الجزء الثالث)
قضيت اليوم كله مع والدتي. كنت سعيدًا وحزينًا في نفس الوقت، وبدأت أفكر جديًا في ما قالته. قررت أن أستجيب لرغبتها هذه المرة. تم تحديد موعد لجلسة الطلاق، وذهبت في ذلك اليوم وأنا لا زلت مترددًا وانتظر دوري. في اللحظة الأخيرة، وصلتني رسالة مجهولة تقول: “أحمد، لا يمكنك أن تطلق سلمى، إنها حامل”.
كنت على وشك الرد، ولكن وجدت نفسي محظورًا من الاتصال بها. لم يتبق سوى نصف ساعة لجلسة الطلاق ولم تصل سلمى بعد. فجأة، رأيتها تدخل مع محاميها، فركضت إليها على الفور وسألتها: “هل ما عرفته صحيح؟”. ردت بارتباك: “ماذا تقصد؟ ابتعد عني”. حاولت أن تذهب، لكنني سحبتها من يدها إلى الخارج وقلت: “ماذا تحاولين أن تفعلي؟”. ردت بعصبية: “اتركني، أتعلم أنني سأضيف هذا إلى الملف، أصبحت الآن تعنِّفني أيضًا”. قلت لها بابتسامة: “ومن قال لك أن هذا الطلاق سيتم؟ أنتِ حامل، أليس كذلك؟”.
ارتبكت وهي تقول: “هذا غير صحيح، أنت تتوهم”. قلت لها: “حقًا؟ دعنا نتأكد…”. قاطعتني وقالت بعصبية: “ومن قال لك أن الولد ابنك؟”. كان كلامها مثل صاعقة لكنني تمكنت من ضبط نفسي وقلت: “أتتحملين مسؤولية كلامك؟ نحن لا زلنا قرب المحكمة، وإن كان كلامك صحيحًا، فهذه تعتبر خيانة ويمكنني أن أدخلك السجن”.
قالت وهي في حالة توتر متزايد: “أنا أكرهك يا أحمد، أكرهك”. ثم ذهبت بسرعة، عدت إلى المنزل وأنا مهموم. وجدت أمي قد أعدت طعام الغداء. منذ أن علمت أنني سأطلق سلمى وهي تؤثر على حياتي، فإن أمي كانت تتوقع أن تطلقها. قلت وأنا جالس على الأريكة: “لا يمكنني أن أطلقها يا أمي”. قالت بغضب: “لماذا؟ ها أنت مجددًا لا تستمع إلى كلامي”. رددت لها: “أمي، حتى إن أردت أنا أن أطلقها، فلن أستطيع لأنها حامل”.
يبدو أن أمي تفاجأت أكثر مني، لكنها قالت ببرود: “وما الذي يدل على أن الطفل هو ابنك؟”. انتفضت من مكاني وقلت بعصبية: “يكفي يا أمي، ليس لهذه الدرجة، لن أسمح لك أن تتحدثي عنها بهذه الطريقة”. قالت: “أصبحت تصرخ على أمك الآن بسبب ابنة الشارع تلك، لماذا لا تفكر مثلي؟ هي عاشت حياتها كلها في الميتم، هل تظن أنها تعلمت أصول التربية والأخلاق؟”.