قصة أمي رفضت زواجي (الجزء الرابع)

قررت أن أتحدث مع مها، صديقة سلمى، لمعرفة المزيد عن الأمور. قالت لي إن سلمى جاءت لتؤكد كلامها السابق. لكن مها لم ترحب بهذا التصرف وانصرفت. أصررت على أنني لن أصدق حتى أحصل على تأكيد من جميع صديقاتها. سألتها لماذا، وأشرت إلى أنها فتاة مسلمة ومحجبة، وأنها يجب أن تحترم دينها وحجابها. لكنها خالفت ذلك عندما كذبت علي. بدت مها حزينة وقالت إن ثقتي بها هي الشيء الوحيد الذي لم يتغير، ولكنها تعلم أنها فقدت هذه الثقة.

 

قررت أن لا تذهب ووقفت أمامها وقلت لها إنها يجب أن تعود إلى منزلها وتبقى تحت مراقبتي حتى تضع مولودها، ثم سنتخذ قرارًا بشأن مستقبلنا. رفضت وقالت إن الأمور لن تكون على ما يرام. في تلك اللحظة، تدخلت أمي وقالت إنها لن تتركني حتى تدمر عائلتي. حاولت أن أثنيها عن هذا الكلام في هذا التوقيت، لكنها أصرت على البقاء.

من المؤلم رؤية أمي وأنا محاصر بينها وبين مها، وتحطيم عائلتنا. طلبت من أمي أن تترك الموضوع لاحقًا، ولكنها كانت مصرة على التحدث.

أثناء المحادثة مع سلمى، تدخلت أمي وسألت إن كنت سأطردها من المنزل من أجلها. قبل أن أجيب، أكدت سلمى أنها ستبقى فقط تسعة أشهر قبل أن تغادر. ثم دخلت المنزل وتركتني في حالة من الذهول، أصبح واضحًا الآن أنها لن تسامحني وترغب في الطلاق.

لم نعد نتحدث كثيرًا، وبدأت صراعات باردة بين سلمى وأمي، وعلى الرغم من ذلك، لم أستطع ترك أمي وحدها في المنزل بسبب غياب أبي، وكنت أدرك أن سلمى تخفي عني شيئًا ما. كنت أشعر أن هناك تفسيرًا لتصرفاتها في ذلك اليوم.

عدت إلى المنزل لتفاجئني سلمى وهي تحمل وثائق في يديها وتتحدث بعصبية. اتهمتني بأنني كذبت في ذلك اليوم، لكنني أصريت على أنني لم أكذب عليها وأنني أجريت الاختبارات بعد عودتها. حاولت أن أوضح لها الأمور، وفي ذلك الوقت سمعت صوتًا من المطبخ. توجهت سريعًا إلى المطبخ، وسلمى تابعتني. وجدنا أمي فاقدة الوعي. طلبنا المساعدة الطبية وأخبرونا أنها ليست حالة خطيرة ويمكننا رعايتها في المنزل.

مرت الأيام وكانت حالة أمي تتدهور. تتراجع نشاطها وكانت تتذكر بصورة غير واضحة. سلمى اتخذت إجازة من عملها لتقديم الرعاية. أخبرت أبي بالحالة وجاء مسرعًا. في أحد الأيام، توقفت قرب مسجد وشعرت بالحيرة. علاقتي بالدين كانت غير ثابتة، أصلي في بعض الأحيان وفي بعض الأحيان لا. قررت أن أتوضأ وأصلي، ودعوت الله أن يشفي أمي ويحل مشاكلنا.

كانت هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بالسعادة بعد فترة طويلة. عندما وصلت إلى المنزل، وجدت سلمى تحضر الطعام. طلبت منها أن أساعدها، وهي ضحكت وقالت أنها تظن أنني أمزح.

شـاهد الجزء الخامس من هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى