قصة أمي رفضت زواجي (الجزء الخامس)
بدأت بتحضير العصير وسلمى كانت تشاهدني وتضحك، في ذلك الوقت دخلت أمي المطبخ. صدمتني وأنا أتساءل عن سبب خروجها من غرفتها وهي مريضة. قدمت لها كرسيًا وجلستها، ثم نظرت إلي وقالت: “لا يا بني، أشعر أنني بخير الآن”.
حالة أمي تحسنت تدريجيًا، وكانت تتفاعل مع سلمى وأبي وأنا أيضًا. كان الغريب أنها لم تعد تغضب من سلمى، بل أصبحت هادئة. في يوم من الأيام، كنت أستعد للدخول إلى غرفتها، لكن سمعتها تقول لسلمى: “سامحيني يا ابنتي على ما فعلته لك، لم أتوقع يومًا أنك ستكونين فتاة طيبة وذات أخلاق عالية”. ردت سلمى: “لا بأس، أعلم أنك تحبين ابنك كثيرًا وأردت أن تختاري له من يليق به”. دخلت الغرفة وقلت: “أمي، لا يجب أن تعتذري أيضًا لها بسبب طلبك مني الطلاق”. نظرت لي أمي بدهشة وقالت لسلمى: “عن أي شيء تتحدث؟ هي…”
تدخل أبي وأخبرنا أنه هو من طلب من سلمى ذلك، على الرغم من حضوره المتكرر وتدخله في حفل الزفاف، كان متشبثًا برأي أمي، خاصة بعد حزنها الذي استمر بعد فقداني. اعتذر أبي لي ولسلمى، ثم نظر إليها وقال: “اعذريني يا سلمى، لقد أظهرتِ لنا جميعًا أنك زوجة صالحة”.
سلمى بابتسامة ردت: “لا بأس يا أبي”. ولكنني غضبت وقلت بعصبية: “هل حقًا فعلت هذا يا أبي؟ أكنت تريد تدمير عائلتنا؟ كيف استطعت فعل ذلك؟ أنا حقًا لا أفهمكما”. خرجت مسرعًا وسلمى تبعتني وقالت: “أبوك كان يريد…” قاطعتها وقلت: “كيف يمكنك قبول شيء كهذا؟” أجابت: “أبي جاء إلي وطلب ذلك، لكي تعود العلاقة بينك وبين أمك كما كانت، لم تخبرني أن أمك رفضتني وإلا لما وافقت عليك من البداية. وكيف تريدين مني أن لا أوافق وأنا عشت بلا أب وأم، أنا لا أريد أن تكوني مثلي”.
منذ ذلك اليوم، أصبحت علاقتي مع أبي متوترة، ولكن في النهاية قررت أن أسامحه بعدما اعتذر كثيرا