قصة المسجـد المهـجور (الجزء الأخير)
عندما تحدث إليّ الشاب وأبدى حبه الكبير للمساجد ووحشته لذكر الله وقراءة القرآن فيها، لم أتمالك دموعي وأنا أحاول أن أبقيها خفية بنظرة إلى الأرض. كانت كلماته وأسلوبه وتصرفاته العجيبة تلهم الإعجاب والدهشة. لم أكن أدري ماذا أقول له، فاكتفيت بالتعبير بكلمة “جزاك الله كل خير” وتمنيت له أن يدعو لي بالخير.
لكن المفاجأة الحقيقية جاءت حينها، عندما بدأ يدعو الله عند خروجنا من المسجد. نظرت إليه بدهشة وترقب لمعرفة ماذا سيقول. أخبرني أنه يدعو الله بأن ينسي وحشة المسجد في قلبه بذكر الله وقراءة القرآن، ويسأل الله أن يغفر لوالديه ويرحمهما في قبورهما، فقد شعر بوحشة عظيمة بعد رحيلهما.
كانت كلماته تبث في النفس مشاعر عميقة للتأمل والتفكير. شعرت بالقشعريرة ولم أتمالك دموعي التي نزلت كطفل صغير. كيف وجد هذا الفتى الصغير روحًا بهذا النضج والبرّ في وقتٍ مبكر؟ وكيف تربّى وترعرع بمثل هذه القيم النبيلة؟ كانت هذه الأسئلة تدور في ذهني.
تذكرت حينها أننا يجب أن نفكر بعمق في كيفية تربية أبناءنا والتأكد من أننا نعلمهم القيم والأخلاق الصحيحة. يجب أن نراعي تقوى الله وحسن العمل في تربيتهم، وأن نحثّهم على حب المساجد والطاعة والقرب من الله.
وفي الختام، نشارك هذه القصة للتأمل والعبرة. نسأل الله أن يفتح قلوبنا وقلوب أبنائنا لحبه وحب بيوته وأن يعيننا على تربيتهم على الخير والبرّ. لا ننسى أن ندعو لمن ننقل هذه القصة ونشاركها لغيرنا، فقد يكون في الدعاء وراء هذه القصة خيرًا عظيمًا. ونسأل الله أن يجعلنا من الذين يعملون بما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
لا إله إلا الله، محمد رسول الله. إن أعجبتك القصة، ادعُ لمن نشرها بظهر الغيب، وشاركها مع الآخرين لتعم الفائدة وتكون لك صدقة جارية.