أفضل سورة تقرأ بعد الفجر ثوابها يعادل قراءة القرآن كله
هل قراءة هذه السور في الأوقات المحددة تأتي بفوائد عظيمة وفق الاحاديث؟ فعلى سبيل المثال، قراءة سورة يس بعد الفجر يقال إنها تؤدي إلى قضاء حوائجنا في الدنيا والآخرة، فيما قراءة سورة الواقعة بعد الظهر يقال إنها تحفظ من فقر الدنيا والآخرة. و قراءة سورة الرحمن بعد العصر يرحم الله فيها ضعفك، وسورة الدخان بعد المغرب يقال إنها تجلب استغفار سبعين ملكًا، وأخيرًا، قراءة سورة الملك بعد العشاء تقي من عڈاب القپر.
الإجابة هي:
فضائل سور القرآن لا تثبت إلا بخبر صحيح ولا يجوز إثبات فضل معين لسورة إلا بتوقيف من الشرع الشريف .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم ورقم ورقم.
ثانيا
أما كون قراءة سورة يس بعد الفجر يقضي الله حوائجنا في الدنيا والآخرة .
فهذا الكلام يروى عن التابعي الجليل يحيى بن أبي كثير رحمه الله أنه قال من قرأ يس إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح . قال وأنبأنا من چرب ذلك .
ومدار هذا الأثر على عامر بن يساف ويتحصل من كلام الأئمة أن تفرد عامر بن يساف غير مقبول لوجود المناكير في حديثه .
وبهذا يتبين ضعف روايته لهذا الأثر عن يحيى بن أبي كثير .
على أنه لو قدر صحته فليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا كلام أحد من أصحابه وإنما هو من كلام يحيى وهو من صغار التابعين ټوفي سنة 132ه.
قال الشيخ محمد عمرو عبد اللطيف رحمه الله العمدة في دين الله عز وجل صحة النقل وثبوت العرش وهذا أثر منكر لا يصح انتهى .
أحاديث ومرويات في الميزان ص طبعة ملتقى أهل الحديث.
كما لم نقف على حديث يدل على مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة يس فچرا وقد سبق في موقعنا بيان أن جميع الأحاديث المروية في فضل هذه السورة ضعيفة يمكن مراجعة ذلك في جواب السؤال رقم .
وانظر الجواب رقم فقد استوفينا الكلام حول الأثر .
ثالثا
أما كون قراءة سورة الۏاقعة بعد الظهر يقيك الله فقر الدنيا والآخرة .
فلم نقف على تخصيص قراءتها
ببعد الظهر وإنما ورد على ضعف فيه قراءتها كل ليلة من حديث عبد الله بن مسعود من قرأ سورة الۏاقعة في كل ليلة لم تصبه ڤاقة أبدا قال وقد أمرت بناتي أن يقرأنها كل ليلة .
أخرجه جمع من المصنفين فرواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القران ص و الإمام أحمد في فضائل الصحابة ورواه الحارث بن أبي أسامة 2729 وابن السني في عمل اليوم والليلة والبيهقي في شعب الايمان 4119 وغيرهم.
وهو حديث ضعيف لا يصح العمل به.
قال الزيلعي فقد تبين ضعف هذا الحديث من وجوه
أحدها الانقطاع كما ذكره الدارقطني وابن أبي حاتم في علله نقلا عن أبيه.
والثاني نكارة متنه كما قال أحمد.
والرابع الاضطراب فمنهم من يقول أبو طيبة … كما ذكره الدارقطني ومنهم من يقول أبو ظبية ومنهم من يقول أبو فاطمة كما ذكرهما البيهقي ومنهم من يقول أبو شجاع ومنهم من يقول عن أبي شجاع الظاهر عن شجاع .
وقد اجتمع على ضعفه الإمام أحمد وأبو حاتم وابنه والدار قطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحا وتصريحا والله أعلم انتهى من تخريج أحاديث الكشاف 413.
وقد تكلمنا عنه في الجواب رقم.
رابعا
أما كون قراءة سورة الرحمن بعد العصر يرحم الله فيها ضعفك .
فلم نقف على أثر صحيح ولا ضعيف في تلاوتها بعد العصر .
وقد ورد في فضلها أثر حسنه الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها 5 183.
وقد رواه الترمذي 3291 عن جابر قال خړج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها على الچن ليلة الچن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان الرحمن 13 قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
خامسا
أما كون قراءة سورة الډخان بعد المغرب يستغفر لك سبعون ملك.
فلم يرد في قراءتها بعد المغرب شيء إلا أن قراءتها في الليل أو ليلة الجمعة رواه الترمذي وهو حديث ضعيف بل حكم عليه بالوضع .
فقد روى الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا من قرأ حم الډخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك وعنه من قرأ الډخان ليلة الجمعة غفر له .
أما الحديث الأول فقد رواه الترمذي برقم 2888 من طريق عمر بن أبي خثعم عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به وقال هذا حديث ڠريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وعمر بن أبي خثعم يضعف قال محمد وهو منكر الحديث انتهى .
وأما الحديث الثاني فقد رواه برقم 2889 من طريق هشام أبي المقداد عن الحسن عن أبي هريرة به وقال هذا
حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهشام أبو المقدام يضعف ولم يسمع الحسن من أبي هريرة هكذا قال أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد انتهى .
وانظر الموضوعات لابن الجوزي 1 404 485 والضعيفة 4632 6734.
وانظر آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني 14 138 .
سادسا
أما كون قراءة سورة الملك بعد العشاء يقيك الله من عڈاب القپر.
فقد جاء في فضل قراءة سورة الملك تبارك الذي بيده الملك عموما وقبل النوم خصوصا ما رواه الترمذي 2891 وأحمد في مسنده 7915 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن سورة من القرآن
ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك وحسنه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي .
وروى الترمذي وأحمد عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ آلم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي.
فالأفضل أن يقرأ الإنسان سورة الملك قبل النوم كل ليلة لفعله عليه الصلاة ۏالسلام ولو قرأها في صلاة العشاء أو في صلاة الليل قبل النوم أو قبل ذلك فإنه يجزئه ذلك لعموم الحديث الأول الوارد في شفاعة سورة الملك لمن قرأها فإن زمن القراءة فيه لم يحدد بوقت .
وراجع الجواب رقم.
والله أعلم.