وزير الأوقاف في خطبة الجمعة: الوفاء بحق الأوطان من شيم الكرام
قال وزير الأوقاف في خطبة الجمعة اليوم، إن الوفاء بحق الأوطان من شيم الكرام ومآل الخونة والعملاء سوء المآل في الدنيا والآخرة.
وأضاف وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد السلام بجنوب سيناء، أنه ليس مع الوطن خاسر وليس ضده رابح ولا يوجد أي حرج شرعي في الاحتفاء بأيام الوطن العظيمة.. بل إن ذلك من علامات الوفاء للوطن.. وكل وطني شريف يعتز بأيام وطنه المجيدة وحق الوطن لا يؤديه جيل واحد بل يتمم الأبناء العظماء ما بناه الآباء العظماء.
وكان محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بمسجد السلام بمدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء بحضور اللواء أ.ح خالد فودة محافظ جنوب سيناء، ومحمد معيط وزير المالية ، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، والطيار محمد منار عنبة وزير الطيران ، ومحمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري ، وعلي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية ، والمستشار أحمد سعد وكيل مجلس النواب ، وأسامة العبد وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ، وكرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ، وجابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني ، وإسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء، واللواء أحمد الألفي مدير أمن جنوب سيناء مساعد وزير الداخلية، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة جنوب سيناء، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد.
وتحدث وزير الأوقاف عن الحق في القرآن الكريم ، موضحًا أن الله (عز وجل) هو الملك الحق ، حيث يقول الحق سبحانه: “ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”، ويقول (عز وجل): “فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ”، ويقول سبحانه: “ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ”، ويقول (جل وعلا): “وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ”، أنزل كتابه بالحق فقال سبحانه :” وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ” ، وأرسل رسوله بالحق: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” ، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقوم إِلَى الصَّلاَةِ في جَوْفِ اللَّيْلِ، ويناجي ربه قائلًا: “أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ، والجنَّةُ حقٌّ، والنَّارُ حقٌّ، والنَّبيُّونَ حقٌّ، ومحمَّدٌ حقٌّ، اللَّهمَّ لَكَ أسلمتُ، وبِكَ آمنتُ، وعليْكَ توَكَّلتُ، وإليْكَ أنَبتُ، وبِكَ خاصَمتُ، وإليْكَ حاكمتُ، فاغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وما أسررتُ وما أعلَنتُ، أنتَ إلَهي لاَ إلَهَ إلَّا أنتَ”.
ولفت إلى أن اتباع الحق سبيل السعادة في الدارين، وأوضح معاليه نماذج من الحق في حياتنا منها حق المال ، موضحًا أن بعض الناس يظنون أنهم عندما ينفقون في سبيل الله يمتنون على خلق الله وأنهم متفضلون عليهم مع أن كل ما يؤدونه هو إخراج حق الله في مال الله حيث يقول الحق سبحانه : ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ” ويقول سبحانه في سورة المعارج : ” وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ” ، كما بين معاليه أن هناك علاقة بين قوله تعالى : وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ” وبين قوله سبحانه : ” وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ” ليطمئن النفوس التي تؤدي حق الله فيما من الله به عليها ،وكما علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ” يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ” ، ويقول الحق سبحانه : ” هَا أَنتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم”.
وأكد أنه لا يوجد أي حرج شرعي في الاحتفاء بأيام الوطن العظيمة ،أو تخصيص بعض الأيام للتذكير بحق أصحاب الحقوق علينا ، كحق المعلم أو حق الأم أو بحق المرأة تنبيهًا على أداء الحقوق لهم ، بل إن ذلك من علامات الوفاء ، مبينًا معاليه أنه كما في الأموال حق ، فللوالدين حق ، وإكرام الوالدين حق على الأبناء وليس تفضلا منهم، فعندما يحسن الإنسان لوالديه ، فهو لا يتفضل عليهما أبدًا بل يؤدي بعض حقهما عليه حيث يقول سبحانه : ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” .
وأوضح الحق الثالث وهو حق الوطن ، فقد قالوا إذا أردت أن تعرف أصالة إنسان وطيب معدنه فانظر إلى مدى وفائه لوطنه ، فمن لا خير لوطنه فيه فلا خير فيه أصلا ، ومآل الخونة والعملاء سوء المآل في الدنيا والآخرة، فليس مع الوطن خاسر وليس ضده رابح ، فما عادى أحد وطنه وما خان أحد وطنه إلا خسر الدنيا والآخرة.
وصرح بأن من يقرأ التاريخ يجد خير شاهد على ذلك ، مشيرًا إلى أننا في يوم من الأيام العظيمة ، حيث يقول رب العزة : ” وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّه” ، ومن أيام الله لأى وطن أيام العزة وأيام النصر وأيام الفخار ، وها نحن هنا في طور سيناء من مسجد السلام بمدينة السلام بطور سيناء حيث كلم الله سيدنا موسى (عليه السلام) ، وحيث تجلى ربنا للجبل فجعله دكًا ، وحيث الوادي الأيمن من البقعة المباركة من الشجرة في هذه المحافظة الطيبة.
جدير بالذكر أن محافظة جنوب سيناء والمصريون جميعًا يحتفلون بذكرى رفع العلم على طابا في 19 من مارس كل عام ، وفي ذلك اعتزاز بالوطن والأرض.