قصة ابنة الملك كاملة

قصة ابنة الملك كاملة

كان لدى ملكٍ واحدٍ من الملوك ابنةً واحدةً فقط، كانت هذه الابنة جميلةً جداً وتتمتّع بالدين والأدب، كانت متديّنةً وخلوقة، كانت لديها قلادةٌ ثمينةٌ باهظة الثمن، ولكنها باعت قلادتها وتبرّعت بثمنها لبناء مسجدٍ تلبّيةً لرغبتها. وقد تم بناء المسجد، وفي يومٍ من الأيام، ذهبت الابنة لرؤية المسجد الذي بنته، وطلبت إخراج جميع العمال لتتمكّن من رؤيته بمفردها بكل هدوء.

وكان أحد العمال يعمل في مكان مرتفع في البناء ولم يلاحظه الحرس لذا لم يخرج من مكانه. دخلت ابنة الملك المسجد ورفعت حجابها ونظرت حولها إذ رأى العامل جمال الابنة وأعجب بها وعشقها. تأثر قلب العامل بالحب والشوق لها، فعاد إلى بيته وأصيب بمرض وحزن شديد وظل عالقاً في الفراش.

كان لدى هذا الشاب العامل أم عجوز. وسألته الأم بحزن “ما بك يا بني؟ لماذا أنت في هذا الحال؟” فأجاب “يا أمي، رأيت ابنة الملك وأحببتها وأشتاق للزواج منها. إن لم أتزوجها سأموت.” رحمت الأم ابنها وخافت عليه، وذهبت إلى ابنة الملك بيأس وتضرعت إلى الله لإنقاذ حياة ابنها. وبعد ذلك، قالت لها: “رغم أن طلبي غريب، لكن إبني يعمل في البناء، وفي يوم من الأيام رأاكِ وعشقكِ ويريد الزواج منكِ”.

أعادت ابنة الملك تصريحها بالموافقة على الزواج، وعندها قالت العجوز “موافقة!!!”، فأكدت ابنة الملك موافقتها وطلبت من ابن العجوز أن يمهرها صلاة الليل لمدة 40 ليلة. فاستغربت العجوز وسألت كيف سيستطيع ذلك، فأجابت ابنة الملك بأنه يجب على ابن العجوز أن يصلي صلاة الليل لمدة 40 ليلة.

عندما عادت العجوز إلى المنزل وأخبرت ابنها المريض عن الموافقة، فرح الابن بشدة ووعد بأن يصلي صلاة الليل لمدة 40 ليلة. وبدأ في الصلاة، لكن تشتتت فكره وتحول إلى فكر جمال ابنة الملك، فترك الصلاة وغرق في الحب والهوى.

في الليالي التالية، كانت أفكاره وقلبه مشتعلين بنفس الشغف، وبدأ يقترب من الله في كل ليلة حتى زاد قربه منه أكثر وأكثر، حتى اكتملت الأربعين ليلة. وفي النهاية، شعر أنه لم يعد يشتاق لابنة الملك، بل دخل حب الله في قلبه وعشقه ولقاؤه في كل ليلة، فأدرك أن قيمة المرأة الجميلة ليست بالمظهر الخارجي، ولكن الأهم هو الحب للخالق. عندما عرضت والدته الذهاب لخطبة ابنة الملك، رفض بشدة وأبلغها بأنه لا حاجة له بها.

كنتُ أحبُّها لأنَّ قلبي لم يمتلئ بحبِّ خالقها، ولكنَّ الآنَ أحببتُ خالق هذه المرأة، فما هي قيمة المرأة الجميلة أمام خالقها؟ لا أريدُها. وصل الخبرُ لابنةِ الملكِ، فقالت: “أنا كنتُ أعلم بذلك. إنَّ الإنسانَ إذا صلى صلاةَ الليلِ، فإنَّ الله تعالى يُغنيهُ عن كلِّ البشر وعن الدنيا وما فيها”.

إن ابنة الملك كانت حكيمة وعقلانية، وعرفت كيف ترشد قلب هذا الشاب للابتعاد عن زيف الحياة الدنيوية. لذلك، قررت أن تطلب منه رفض طلبها بالزواج، حتى يترك الدنيا ويعود إلى طريق الله. وبوعيها العميق، كانت واثقة من أن هذا الشاب سيعود إلى الطريق الصحيح بمفرده.

إننا نشعر بالحب للدنيا والأشياء المادية لأن قلوبنا لم تمتلئ بحب الله. لذلك، ينبغي علينا أن ندعو الله تعالى أن يملأ قلوبنا بحبه ونحاول جاهدين أن نصلي صلاة الليل ونختلي بخالقنا في السجود، ونحاول مواجهة أنفسنا والضغط عليها لتحقيق ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى