القصة الكاملة لتفجيرات سريلانكا .. عيد فصح دامي وآلام تطال الجميع
القصة الكاملة لتفجيرات سريلانكا.. عيد فصح دامي وآلام تطال الجميع ، مع الساعات الأولى من صباح يوم الأحد 21 أبريل الجاري، استيقظت سريلانكا على ضربات تفجيرية عنيفة، استهدفت عددا من الكنائس والفنادق الواقعة في العاصمة كولمبو، التي تزينت للاحتفال بقداس عيد الفصح، لتخلف هذه التفجيرات 215 قتيلا ونحو 500 مصاب.
التفجيرات التي شهدتها عاصمة سريلانكا، طالت 3 كنائس و4 فنادق خمس نجوم، ضمن سلسلة تفجيرات لم تشهدها سريلانكا من قبل، خاصة وأن البلاد قد تعافت من الحرب الأهلية منذ 10 سنوات، حيث خاضت في الثمانينات حركة “نمور التاميل” الانفصالية معارك دامية ضد القوات الحكومية، حتى تم القضاء على هذه الحركة ومقتل زعيمها عام 2009.
تزامن التفجيرات مع بعضها البعض يؤكد أنها ليست محض صدفة، بل تم الترتيب لها بشكل مسبق، حتى تُحدث هذه الضجة التي لم تهز سريلانكا فقط، بل العالم أجمع، خاصة وأن الخسائر في الأرواح كانت كبيرة.
وفي ظل هذا الكابوس المؤلم الذي تعيشه سريلانكا، أقدمت السلطات الحاكمة على فرض حظر تجوال لمدة 12 ساعة تبدأ من السادسة مساء بالتوقيت المحلي، وتنتهي في السادسة صباحا، فيما تم حجب مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد، لمنع تناقل صور التفجيرات والمشاهد الدموية لهذه العمليات الإرهابية، خاصة وأن المآساة قد طالت معظم سكان العاصمة الذين فقدوا أقاربهم في هذه التفجيرات.
التفجيرات الدامية التي شهدتها سريلانكا اليوم لم تعلن أي جهة حتى كتابة هذه السطور مسؤوليتها عنها، بينما تؤكد تقارير أمنية خاصة أن الأجهزة المعنية وجهت تحذيرات من وقوع مثل هذه التفجيرات قبل أيام، مشيرة إلى أن عيد الفصح الحالي لن يخلو من أعمال الإرهاب والتفجيرات، وهو ما حدث بالفعل.
الأجهزة الأمنية المختصة ألقت القبض على بعض الأشخاص المشبه في تورطهم بالتفجيرات، لكنها لم تنه تحقيقاتها الخاصة بالعمليات التي شهدتها العاصمة ومحيطها، ضمن أحدث سلسلة من العمليات الإرهابية التي تشهدها البلاد، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات حول تبعات هذه التفجيرات المميتة.
التركيبة الدينية لسكان سريلانكا تشير إلى أن البلاد تواجه اختبارا صعبا اليوم بهذه الإنفجارات، حيث تعتبر سريلانكا أحد المعاقل الأولى للبوذية، ويدين نحو 70 بالمائة من السكان بالبوذية، فيما يتوزع باقي السكان على الهندوسية بنسبة 12 بالمائة، والمسلمون يشكلون 10 بالمائة، بينما الكاثوليك تبلغ نسبتهم 6 بالمائة والبروتستانت 1 بالمائة فقط، ما يعني أن تعمق التطرف والإرهاب في البلاد سوف يكلفها المزيد من الخسائر البشرية.