الخميني .. الرجل الذي خدع الجميع
“روح الله” بن مصطفى بن أحمد الموسوي الخميني، واحد من أهم المرجعيات الشيعية، التي امتلكت سلطة دينية مطلقة على عموم الشيعة باعتباره نائبا عن الإمام المهدي؛ على الرغم من أنه ادعى كثيرا بأن أصوله تعود إلى قبيلة بنو هاشم العربية، لكن جده أحمد بن دين علي شاه، أثبتت الوقائع التاريخية أنه هاجر من الهند إلى النجف لتلقي العلوم الدينية، حتى أنه اشتهر بين أقرانه باسم أحمد الهندي لانحداره من منطقة كشمير، ما يثبت زيف إدعاءات الخميني ويؤكد أنه من أصول هندية.
أحمد الهندي وبعد إتمام دراسته الدينية، انتقل من النجف إلى مدينة خمين بإيران، حيث أقام هناك وعمل قاضيا، ثم تزوج وأنجب عام 1864 ولدا أسماه مصطفى هو والد الخميني، الذي أنجبه مصطفى في 24 سبتمبر عام 1902 بمدينة خمين التي سكنها جده من قبل.
الخميني وعلى مدار مسيرته السياسية، عُرف باتباع الأساليب الملتوية والخديعة من أجل جني مكاسب شخصية، حيث كان بروزه على الساحة الإيرانية من خلال التظاهرات التي شهدتها البلاد عام 1963، فالخميني استغل تلك الأحداث في استفزاز رجال الأمن حتى تم اعتقاله، لتخرج الاحتجاجات تطالب بالإفراج عنه، ويبدأ الخميني مرحلة جديدة في مشواره السياسي، حيث استطاع فرض تواجد طبقة رجال الدين بالمشهد السياسي الإيراني، من أجل استهداف نظام الشاه رضا بهلوي.
رجال الدين الذين تصدروا المشهد السياسي في ذلك الوقت، كانوا أيضا مجرد خديعة جديدة لجأ إليها الخميني من أجل تفرده بصدارة المشهد السياسي، حيث اتخذ منهم سلما للوصول إلى مسامع البسطاء في إيران، والتلاعب بمشاعرهم، وهو ما أدى لاحقا إلى قيام ما يعرف بالثورة الإسلامية في عام 1979 ضد نظام الشاه.
الخميني ورغم مساعيه لإسقاط نظام الشاه، إلا أنه ظل يمارس الخداع السياسي مع الشاه، من خلال خطب ود برسائل يؤكد فيها أنه لا يتمنى حدوث أي ثورة في البلاد، ضمن تكتيك مرحلي اتبعه الخميني من أجل طمأنة الشاه على مستقبله السياسي، بينما كان في الخفاء يُعد العدة للإمساك بزمام الأمور عقب سقوط حكمه.
لم يقتصر خداع الخميني على الشاه ورجال الدين أو البسطاء في إيران فقط، بل إنه خدع العالم أجمع عندما وصف الثورة التي شهدتها إيران بالإسلامية، لا سيما وأنه قد شاركت فيها جميع التيارات السياسية من شيوعيين وليبراليين وعلمانيين ورجال دين، لكنهم بعدما تمكن الخميني من زمام الأمور، ونجحت الثورة بدأ مسلسل التخلص من هؤلاء الرفقاء حتى لم يتبقى منهم سوى أتباعه الذين أصبحوا أدوات مُطيعة في يده يحركهما كيف يشاء.
مع يوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1979، أحكم الخميني قبضته على مفاصل الدولة الإيرانية، بعدما نجح في التخلص من كل خصومه السياسيين، ليبدأ رحلة جديدة في نشر سمومه الخبيثة من خلال السياسات التخريبية التي اتبعها عبر نشر مذهب ولاية الفقية، وظل على هذا الحال حتى توفي يوم الثالث من يونيو عام 1989، ليخلفه في المنصب علي خامنئي، الذي لا يزال يثير على نهج الخميني التخريبي.